باريس-سبأنت
أكد المندوب الدائم لبلادنا لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني ان حل الازمة اليمنية يجب ان يكون مستداما، ويقوم على قاعدة المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦، بما يضمن استعادة اليمن المختطف من عصابات ايران وتصفية اذرعها الإرهابية في اليمن.
وقال اليماني في ورقته التي قدمها في الندوة التي نظمتها سفارة بلادنا في باريس في معهد العالم العربي حول( الأوضاع في اليمن ومتطلبات السلام) “أكدنا مرارا قبولنا بأفكار مشاورات الكويت التي رفضها الطرف الانقلابي بالمطلق، كما رفضوا تقديم اي تصور يتصل بتنفيذ جوانب الشق الأمني، بحسب تأكيد المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد شيخ احمد امام مجلس الامن في ٢٦ يناير الماضي”.
واضاف اليماني”منذ استيلا المليشيا الانقلابية على السلطة بقوة السلاح، عمل تحالف الحوثي- صالح على تنفيذ اجندة ايران التوسعية في اليمن، والمنطقة عبر محاولات السيطرة على اليمن والاعتداء على المناطق الحدودية في المملكة العربية السعودية وتدمير النسيج الوطني واحياء النعرات الطائفية والأمامية وزرع الإرهاب بكافة أشكاله السنية والشيعية ،وصادروا حلم اليمنيين الذي تم صياغته في مؤتمر الحوار الوطني لبناء دولة ديمقراطية اتحادية يتقاسم فيها أبناء اليمن السلطة والثروة والعدالة والمساواة”.
واشار الى ان الحرب الدائرة في اليمن لم تكن في يوم من الأيام خيار الحكومة اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولكنها فرضت بعد اجهاض كل الخيارات السلمية وعلى الرغم من التنازلات الكبيرة من اجل عدم الدخول في حرب عبثية يكون الخاسر الاول والأخير فيها هو الشعب اليمني الذي يدفع اليوم ثمنا باهظا لمغامرات وأوهام أذرع ايران الإرهابية في المنطقة ،ورغم كل الصعاب والتحديات فإننا مازلنا نمد يدنا للحل السلمي العادل الذي يضع نهاية لجولات العنف السياسي في اليمن.
ولفت السفير اليماني الى ان سجلات الأمم المتحدة، أكدت خلال العامين الماضيين، مدى تدخلات ايران السافرة في اليمن..مشيراً الى ان هناك تاريخ حافل باثارة النعرات الطائفية وجهود تشييع الزيدية من خلال التعليم والتأهيل، كما ان لجان العقوبات في الامم المتحدة، توصلت إلى ادلة دامغة حول تسليح ايران للعصابات الحوثية،وهناك حقيقة لا تقبل الجدل تتمثل في نهاية أوهام نظام الملالي وآيات الله في السيطرة على العاصمة العربية الرابعة.
واكد ان هناك تغيير جذري في الموقف الأمريكي،وتشير تصريحات البيت الأبيض ومجلس الدفاع الوطني والخارجية الأمريكية، إلى حزم اكبر تجاه ايران واذرعها الإرهابية في المنطقة ومن بينها المليشيا الحوثية، ودعم لجهود التحالف ومعاودة التعاون الشامل الذي أوقفته إدارة اوباما، ودعم للحكومة الشرعية وجهود التوصل إلى سلام مستدام ينطلق من المرجعيات الثابتة.
وقال “ان روسيا تقف إلى جانب الشرعية الدستورية في اليمن، وموقف فرنسا داعم لعملية الانتقال السياسي السلمية في اليمن هو نفسه موقفها لداعم لمشروع استعادة الدولة في اليمن ووقوفها إلى جانب الحكومة ودعما للتحالف”.
واضاف السفير اليماني” ان الأمين العام الجديد للأمم المتحدة غوتيريش يمتلك رؤية واضحة في الأزمة اليمنية ومقاربته ستعكس خبرته السياسية الكبيرة”.. مشيرا الى ان حرب مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ستكلف اليمن الكثير وربما تكون أخطرها تلك التي طالت النسيج الاجتماعي بين مكونات المجتمع اليمني والذي بقي منسجما خلال مئات السنين، وربما ان تكلفة إعادة الأعمار تفوق عشرات المليارات.
واشاد المندوب الدائم لبلادنا لدى الامم المتحدة بدعم دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ما الذي يوازي اربعة مليار دولار لصالح عمليات الإغاثة الانسانية وتأهيل المنشآت العامة في اليمن..لافتاً الى ان المملكة العربية السعودية اعلنت عن تقديم عشرة مليارات دولار لصالح جهود إعادة الاعمار منها ملياري دولار عهدة لدى البنك المركزي لاستقرار العملة الوطنية.
كما نوه اليماني بما قدمته وكالات الأمم المتحدة لاعمال الاغاثة في اليمن وتقديمها ملياري دولار من ضمنها مساهمات قدمت من الدول الخليجية..مشيراً الى ان ضجيج العمل الانساني الدولي والتلميح بخطاب سياسي ضد جهود الحكومة اليمنية والتحالف وعدم شفافية العمليات الاغاثية واعتمادها على وكلاء محليين مرتبطين بالمليشيا الحوثية، اعاق ومايزال يعيق توفير موارد اكبر لصالح برامج الامم المتحدة في اليمن، وهو الذي دفع الحكومة اليمنية للمطالبة بتغيير الممثل المقيم في اليمن.