معالي وزير الخارجية في حوار مع “الاخبار المصرية”: علاقاتنا مع مصر متجذرة والرئيس السيسى أكبر الداعمين لليمن

تحدث معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع محسن الزنداني، حول تفاصيل زيارته الى جمهورية مصر العربية الشقيقة والحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي عقد خلال الفترة من 25 – 27 يونيو الماضي، حيث أكد بان العلاقة مع مصر متجذرة والرئيس السيسى أكبر الداعمين لليمن.

وفي حوار خاص مع “صحيفة الاخبار المصرية”، قال معالي الوزير ” إن استهداف السفن من قبل مليشيا الحوثي «ركوب للموجة» وخلق بطولات وهمية، ولا يمكن المزايدة على موقف الشعب اليمنى من دعم القضية الفلسطينية.

وإلى نص الحوار:

 ■ لقد كانت مفاجأة سارة بالنسبة للمتابعين لملف العلاقات المصرية اليمنية الإعلان عن عقد دورة جديدة للحوار الاستراتيجى بين مصر واليمن بعد توقف 14 عاماً ، ما تفسيرك لعودته مرة أخرى وهل للظروف والتحديات التى تواجه المنطقة سبب فى ذلك ؟

نحن لم نأتِ بجديد، فالعلاقات بين مصر واليمن هى علاقات متجذرة، لدينا علاقات وثيقة وروابط قوية مع مصر. الحوار الاستراتيجى بدأ بين البلدين عام 1998، وكانت آخر جولة قد عُقدت فى عام 2010، قبل أن يتوقف طوال السنوات الماضية. وربما أحد الأسباب الأساسية فى توقفه تعود إلى الأوضاع السياسية التى مرت بها اليمن وحالة عدم الاستقرار، ثم مجيء بعدها الميليشيات الانقلابية إلى السلطة، وربما كان هناك نوع من الأولويات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لليمن فى ذلك الحين. وخلال القمة العربية الأخيرة والتى شهدتها مملكة البحرين قبل شهر ونصف الشهر تقريباً، تحدثت مع وزير الخارجية سامح شكرى حول إعادة إحياء الحوار الاستراتيجى بين البلدين، ورحب جداً به، وبالنسبة لى فقد توليت مهمة وزير خارجية اليمن قبل ثلاثة أشهر، وزيارتى لمصر هى أولوية، فى محيط تحركنا. وأعتقد أنه شيء طبيعى أن يكون هناك حوار استراتيجى مع الشقيقة مصر. واتفقنا على انتظام انعقاده بشكل سنوي.

■ هذا يدفعنا لسؤالك حول رؤيتك. تقييمك لنتائج الحوار الاستراتيجي؟

كانت نتائج الحوار الاستراتيجى ممتازة جداً، نحن تقريباً تطرقنا لكافة الموضوعات، ليس فى إطار العلاقات الثنائية فقط فى الجانب السياسي، ولكن أيضاً استعرضنا معاً مختلف الملفات الموجودة وتطورات المنطقة العربية ومناطق الأزمات بشكل عام، سواء فى ليبيا أو السودان، وأيضاً القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبالتالى تقريباً كان هناك اتفاق كامل مع الأشقاء فى مصر برؤى موحدة، ونحن نؤكد على أهمية التنسيق بين البلدين فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

■ دعم مصر لوحدة وسلامة واستقرار اليمن تاريخى ليس وليد اليوم أو تلك الأزمة .. ما رؤيتك لجهود مصر تجاه الأزمة اليمنية سواء على المستوى السياسى أوالإنساني؟

موقف مصر منذ البداية واضح وراسخ، فمنذ الانقلاب فى صنعاء كانت مصر إحدى الدول التى انضمت إلى تحالف دعم الشرعية، وأيضاً كان لمصر مواقف قوية على مستوى مجلس الأمن عندما اتخذت القرارات المتعلقة بدعم الشرعية فى اليمن، وأيضاً فى كل المحافل الدولية، وبالتأكيد نحن نعتبر دور مصر هو دور حيوى بالنسبة لنا، حتى بالنظر إلى التطورات الموجودة فى اليمن والتصعيد فى البحر الأحمر قد أثر على مصر بصورة مباشرة ، وربما أكثر دولة تضررت من هذا التصعيد، الى جانب اليمن. ولهذا أعتقد أن مصر دائماً تقف الى جانب اليمن، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل المناسبات والقمم والزيارات يؤكد على موقف مصر الداعم لليمن.

■ وما رؤيتك للعلاقات المصرية اليمنية خاصة بعد تولى الرئيس السيسى مهام منصبه منذ عام 2014؟ وهل أنتم راضون عن التعاون المصري- اليمنى فى كافة المجالات خلال السنوات العشر الأخيرة؟

شيء طبيعى عندما يمر أى بلد بحالة حرب، لا يمكن للحكومة أن تعمل ضمن ظروف طبيعية وبالآلية المعتادة لأى سلطة دولة فى أى مكان، فنحن نسمى حكومة حرب، وهذا الأمر ينعكس على أدائنا وعملنا وعلى علاقاتنا مع الآخرين، وبالعكس فالعلاقات جيدة مع الأشقاء فى مصر، ربما ليست بالمستوى الذى نطمح إليه فى الظروف الطبيعية. وقد طالبنا بتنشيط اللجنة العليا المشتركة بين مصر واليمن ووجدنا ترحيباً كبيراً بهذا الأمر، ونرى أيضا أهمية مجيء الشركات المصرية ورجال الأعمال المصريين للعمل فى اليمن خاصة بعد تحقيق الاستقرار فى عدن، ولابد أن يكون لنا شراكة حقيقية مع الأشقاء فى مصر خاصة فى المجال الاقتصادي، أما بالنسبة للتنسيق السياسى مع مصر فأعتقد أنه يسير بخطى ممتازة. ففى فترة الستينيات ومن تبقى من جيلي، قد تشبعت ثقافتنا منذ مراحل الطفولة وكانت وجهتنا مصر فى الأساس، كما تعلمنا أيضاً الروابط القومية والعمل القومى من مصر، فمصر بالنسبة لنا نعتبرها قلب العروبة النابض دائماً.

■ الفترة الماضية شهدت كثيراً من الزيارات لكبار المسئولين اليمنيين للقاهرة، وعلى رأسهم رئيس المجلس الرئاسى الذى زار القاهرة أكثر من مرة، ماذا لو تطلعنا على مغزى تلك الزيارات للقاهرة ودور الجامعة العربية ؟

طبيعى هذه الزيارات من جانب المسئولين اليمنيين لمصر، تعكس مدى عمق ومثابة الروابط الأخوية بين البلدين بشكل تام، وبالتالى فهذا شيء طبيعى أن تكون هناك زيارات متكررة ،وأن تكون هناك اتصالات على مختلف المستويات، وفى هذا الإطار أيضاً تأتى زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسى ووزراء آخرين الى مصر هى محاولة لفتح الأبواب التى من شأنها أن تؤدى الى تنمية وتطوير هذه العلاقات.

■ فى ظل مرور 10 سنوات على الانقلاب فى صنعاء، كان هناك تعدد للوساطات للأزمة اليمنية دون إحراز شيء على الأرض.. برأيك، إلى ماذا يرجع فشل الوساطات لحلحلة الأزمة؟

تعنت ميليشيا الحوثى تعد المشكلة التى تعيق تحقيق أى تقدم فى الجانب السياسي، فنحن كحكومة وسلطة شرعية حريصون على مصلحة الشعب اليمنى وإنهاء الحرب وتحقيق السلام، وجماعة الحوثى تبحث عن سلطة ذات طابع أيديولوجى وتكون وحدها فى الحكم، إضافة الى ذلك أنها تشكل امتداداً لمشروع إقليمى يستهدف لتوسع المنطقة.

 ■ وإلى أين وصل مسار خارطة الطريق التى تم بذل جهد عربى كبير للاتفاق بشأنها؟

خارطة الطريق بُذل فيها جهد كبير جداً من قبل المملكة العربية السعودية التى كانت حريصة جداً لإنهاء الحرب وتحقيق السلام فى اليمن، وأيضاً بمساعدة الأشقاء فى سلطنة عمان. وفى الأساس خارطة الطريق كانت تمهد الطريق لإيجاد حلول لبعض القضايا المتعلقة بالجانب الإنسانى وليس الجانب السياسى ، وكانت تتضمن تمديداً للهدنة، وفتح الموانئ والمطارات وأيضاً دفع المرتبات لموظفى الدولة الموجودين فى مناطق سيطرة الحوثيين، وأيضاً إعادة تصدير النفط فى المناطق التى تقع تحت سيطرة الحكومة اليمنية. حيث اتفقنا على هذه الخطة وكانت جاهزة للتوقيع عليها، ولكن جماعة الحوثى قامت بالتصعيد فى منطقة البحر الأحمر، وبالتالى تجمد التوقيع على خارطة الطريق.

■ التصعيد فى البحر الأحمر هو أحد تداعيات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.. إلى أى مدى أثر هذا العدوان الغاشم فى الوصول الى تسوية شاملة للأزمة اليمنية وخلق حالة عدم استقرار تتجاوز الحدود اليمنية ؟

الشعب اليمنى تقريباً من أكثر الشعوب العربية دعماً للقضية الفلسطينية ، وبالتالى لا يمكن المزايدة على موقف الحكومة اليمنية او أى قوة أخرى داخلية ، والحوثيون حاولوا» ركوب الموجة» فى هذا الموضوع، نتيجة لعزلتهم الداخلية، ومحاولة تسجيل بطولاتٍ وهمية، وبالتالى لم يحدث شيء لإسرائيل، بمعنى أنه لم تصل قذيفة واحدة للداخل الإسرائيلي. فيما تضرر اليمنيون من هذا التصعيد، حيث ارتفعت قيمة تأمين السفن وتأجيرها، وبالتالى زادت تكلفة السلع، مما شكل قضية أمن غذائى فى اليمن. كما أثر هذا التصعيد فى البحر الأحمر على الاقتصاد العالمى وحرية التجارة، والأمن والاستقرار فى المنطقة ، ولا شك أن مصر أيضاً تضررت فيما يتعلق بانخفاض عبور السفن التجارية عبر قناة السويس بنسبة 50 %. وعندما نسأل الآخرين عن المعادلة حول ما تحقق من هذا الأمر بالنسبة للأزمة فى غزة، أعتقد أنه لم يتحقق شيء. كما تسبب التصعيد من قبل ميليشيا الحوثي، بالوجود العسكرى فى البحر الأحمر، والذى كان غير مبرر وجوده فى المنطقة من قبل، واتُخذ هذا الأمر كذريعة للتواجد بكل تلك القوات الدولية فى المنطقة.

 ■ بعد وصول الرئيس الأمريكى جو بايدن للبيت الأبيض ألغى قرار تصنيف جماعة الحوثيين كجماعة إهاربية، نكاية فى الرئيس السابق ترامب الذى تم اتخاذ القرار فى عهده، ثم عاد بايدن الى التلويح بهذا القرار منذ عدة أشهر.. برأيك.. هل اكتشفت الولايات المتحدة متأخراً حقيقة جماعة الحوثي؟

هذه الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وغيرها، جميعنا نعلم أنها تبنى سياساتها ارتباطاً بمصالحها وبحسابات استراتيجية أحياناً غير مرئية بالنسبة لنا، ولهذا هم الاَن صنفوا الحوثيين ولكن ليس بنفس الدرجة فى عهد ترامب. لكن مع هذا، هو قرار مؤقت ، فإذا اثبت الحوثيون حسن السير والسلوك وتوقفوا عن الهجمات، فلن تخرج الولايات المتحدة بالقرار. وهنا الفارق، أنه كان قراراً اَنياً لحظياً غير مرتبط بطبيعة الجماعة وتقييم الجماعة نفسها بفكرها وتوجهها الأيديولوجى الخطير، ليس فى ظل التصعيد الأخير بالبحر الأحمر ولكن فى كل أعمالها الماضية.

■ هل ترى أن هناك تقاعساً فى الموقف الأمريكى عن التعامل مع الحوثيين بما يستدعيه الموقف بالمنطقة؟

بالنسبة لنا كحكومة ، فإن ما يجرى فى البحر الأحمر هو تحصيل حاصل، كنا نحذر وننبه من البداية أن جماعة الحوثى لا حدود لأطماعها، وأنها يمكن أن تقوم بأى عمل، وكانت قد قامت بأعمالٍ ضد السفن التجارية قبل 7 سنوات بعيداً عن الوضع فى غزة، ولكن بالنسبة لكثير من القوى الكبرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لم تكن تستشعر بهذا الخطر الموجود. وفى عام 2018، كانت الحكومة الشرعية ستسيطر على ميناء الحديدة وكانت قواتنا على مشارف المطار والميناء، ولكن حدث ضغط على الحكومة اليمنية بعدم الدخول ، وذهبنا الى مفاوضات ستوكهولم، وتم توقيع اتفاقية لم ينفذ منها الحوثيون أى شيء.

 

■ هل أنتم راضون عن الجهد الدولى المبذول فى اتجاه تقديم المساعدات والإغاثة للشعب اليمني؟ وكيف تتعامل الحكومة اليمنية مع الأوضاع الإنسانية فى اليمن؟

المساعدات الدولية محدودة مقارنة بجحم الأزمة، بمعنى أنها لم ترتقِ الى مستوى الأزمة الموجود فى اليمن، وأعتقد انه لولا الدعم الذى تقدمه المملكة العربية والسعودية والإمارات لكانت الأوضاع الإنسانية أسوأ بكثير مما هى عليه الاَن. ولهذا يهمنا كثيراً كحكومة التركيز على الجانب الإنسانى والتنموي، والحصول على مزيدٍ من المساعدات الإنسانية وجلب المنظمات الدولية للعمل فى المناطق التى تقع تحت سيطرة الحكومة.

■ وهل دور المبعوث الأممى الخاص باليمن التركيز على الجانب السياسى فقط أم أيضاً الجانب الإنساني؟

المبعوث الأممى يركز فقط على الجانب السياسى بشكل أساسي، حتى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، منذ سنوات، والتى كان عليها العمل فى العاصمة المؤقتة فى عدن، لكن كانت تذهب الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بحجة الجانب الإنساني. وبالتالى موقفنا كحكومة هو أنها مسئولة عن كل المواطنين اليمنيين بغض النظر عن مناطق تواجدهم، لكن كان لابد من أن تكون هناك اَلية حتى لا تسمح للحوثيين باستغلال المساعدات التى كانوا يسيطرون عليها ويقومون ببيعها ويسخرونها لمجهودهم الحربي، وتلك هى المشكلة.

■ هل هناك قناة تحاور أو تواصل بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثى خلال الفترة الماضية؟

لا يوجد أى قناة تواصل، لأنهم يرفضون فكرة الحوار من الأساس حتى الاَن، حتى إنهم رفضوا استقبال المبعوث الأممي.

■ هل الخيار العسكرى مطروح للحكومة اليمنية فى حال فشل الوصول الى تسوية سياسية للأزمة فى اليمن؟

فى كل الصراعات والحروب، إذا انقلبت مثل هذه الميليشيات على سلطة الدولة، وترفض منطق الحوار والحل السياسي، فبالتالى ليس هناك خيار سوى الخيار العسكري، وبالنسبة لنا لا نريد استمرار الحرب ، والخيار العسكرى ليس خيارنا الأول فى الأساس، فنحن نبحث عن كل السُبل والوسائل الممكنة لكى نقلل الأضرار على الشعب اليمني، وتجنب إراقة الدماء، والوصول الى حلولٍ مقبولة لإعادة سلطة الدولة، بحيث تكون جامعة لكل اليمنيين بغض النظر عن انتماءاتهم وخلفياتهم السياسية والاجتماعية. لكن إذا أجُبرنا فى النهاية إلى الحل العسكري، فسوف نتبعه.

■ طالبت الحكومة اليمنية خلال جلسة بمجلس الأمن مؤخراً، بإعادة النظر فى طريقة التعاطى مع ميليشيات الحوثى لإحياء مسار السلام فى البلاد.. ما الذى تطالب به الحكومة اليمنية من المنظمة الأممية؟

هناك قرارات للشرعية الدولية وهذه القرارات تحت الفصل السابع بميثاق الأمم المتحدة، وهناك قرار 2216 والذى يُعتبر أهم هذه القرارات، حيث إنه يفرض التزاماتٍ على الميليشيات الانقلابية الحوثية، ولم ينفذوا أى بند منها من هذا القرار، وبالتالى هناك تراخٍ من قبل المجتمع الدولي، خاصة أن هذه القرارات قد اتُخذت لأن هناك تهديداً للسلم والأمن الدوليين. وللأسف هذا القرار تم اعتماده ولكن ليس هناك الرغبة فى تطبيقه. فكان واضحاً أنه لم يتم دعم الحكومة الشرعية بما يجب أن يتم. صحيح هناك اعتراف دولى للحكومة، وجهود لتقديم المساعدات، لكن فيما يتعلق بالمسار الذى يؤدى إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لم يُبذل أى جهد حقيقى لتنفيذه.

■ على من تعول حكومة اليمن لكل الأزمة من الأساس ؟

نحن نعول على الأمم المتحدة كونها لها دور، باعتبارها القناة الطبيعية لمتابعة تنفيذ القرارات، وأيضاً نعول على الجهود الإقليمية المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ومصر، وأى بلد يستطيع أن يساعد فى حل الأزمة اليمنية، فنحن نرحب بذلك.

 ■ هناك مخاوف حقيقية من اليوم التالى لوقف الحرب فى اليمن، ومخاوف من التشطير، هل تتفق مع هذا الأمر؟

لا نعتقد أن إيقاف الحرب فى اليمن سيؤدى الى التشطير، لأن الحكومة بالفعل متواجدة وتضم كل الأطراف اليمنية، كما يتكون الجيش الوطنى من كل عناصر ومكونات الشعب اليمني، وتمثل الجانب الوطنى لليمن. والحوثيون هم من يحاولون فرض فكرة الانفصال، لأنهم يسيطرون على أراضٍ يمنية، وغير قابلين للدخول فى أى حل سياسي، وبالتالى يحاولون أن يتعامل معهم العالم كحكومة أمر واقع.

 ■ عدم التوصل الى توافق أو حل للقضية الجنوبية يظل أحد الهواجس والمخاوف من المراقبين والحريصين على وحدة اليمن؟

بالنسبة للقضية الجنوبية الكل يطالب بعدالة هذه القضية، ونحن متفقون على أن يُعطى للقضية أولوية فى الحل فى مسار قادم للمفاوضات، ولكن نعتقد أن الاعتراف بحق الجنوبيين وإعطاءها أولوية، لا يعترض مع مساعينا لمواجهة العدو المشترك وهو جماعة الحوثي. ففى ظل الحرب القائمة، لا يمكن أن نتحدث عن تقديم حلول الاَن، ولكن الحل لاحقاً.

■ هل أساس الحل لليوم التالى هو العودة إلى نتائج الحوار الوطنى الذى تم عام 2013؟

هناك مرجعيات، وهناك اختلافات فى الرؤى فى هذه المرجعيات بالتأكيد، ولكننا فى النهاية مهما كانت التباينات أو الاختلافات، فى إطار للحكومة، لابد ان يكون هناك عمل مشترك من أجل مواجهة الخطر الأكبر بالنسبة لنا والمتمثل فى وجود الحوثيين فى صنعاء. لكن هذه الاختلافات والتباينات هى قابلة للتشاور، ولا يوجد فيها مبدأ المغالبة، أو تغليب الصراع والعنف لتحقيق مكاسب سياسية.

■ ما رؤيتك للمشهد العربى بشكل عام؟

للأسف تمر المنطقة العربية بحالة مأساوية، ولم نكن نتوقع أبداً مهما بلغ خيالنا السياسى فى الماضي، أن نصل إلى هذا الحد من الاضطرابات والحروب المحلية وتفكك الدولة الوطنية فى أكثر من بلد عربي. كانت طموحاتنا كبيرة جداً ، وكنا نرغب فى تعزيز التضامن العربي، وتحقيق الشراكة بين البلدان العربية. وللأسف هذا التراجع الكبير الذى حدث أعتقد أن الشعوب العربية دفعت ثمناً كبيراً جداً ، وربما سيستمر لعقودٍ نتيجة لهذه الاختلالات التى لحقت بالمنطقة.

انتهى ..