الرياض :
القى فخامة الرئيس الدكتور، رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كلمة خلال مشاركته في “قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية” التي عقدت اليوم الجمعة في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة قادة ورؤساء الدول العربية ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، فيما يلي نصها :
اخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس القمة العربية الصینیة.
فخامة الرئيس شي جین بینغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
أصحاب الفخامة والسمو.
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط.
أصحاب المعالي والسعادة،
السیدات والسادة،
أسمحوا لي في مستھل كلمتي هذه، أن اتوجه بالشكر الجزیل للمملكة العربية السعودية، ولخادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، على استضافة هذا الحدث الھام في تاريخ العلاقات العربية الصینیة، وعلى المستوى الرفيع من التنظيم، وحسن الاستقبال، وكرم الضيافة التي هي خصال راسخة في مملكة الخير، والمبادرة، والعطاء.
كما نعرب عن خالص اعتزازنا وتقديرنا لهذا البلد العظيم تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشعبه الكريم على دوره الريادي، ونهضته الفريدة التي مثلت قصة نجاح غير مسبوقة وبإلهام من رؤية 2030 لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
كما أتوجه بالشكر والتقدير، لفخامة الرئيس شي جین بینغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، التي تربطها بالیمن وشعبه، علاقات تاريخية متینة، تمتد لعقود طويلة من الزمن، وعلى جھوده الحثیثة في إنجاح هذه القمة لتكون محطة انطلاق لتعزيز العلاقات العربية الصینیة، وأساسا متینا لشراكة عربية صینیة نحو مستقبل مشرق قوامه المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
تمثل ھذه القمة الأولى من نوعها، فرصة لتحقيق التقدم والازدهار والتنمية لشعوب المنطقة العربية، والشعب الصيني الصدیق، من خلال صياغة استراتيجية مشتركة للتعاون، ورؤى موحدة للسلام والتنمية المستدامة.
وأننا هنا نؤكد اعتزازنا الشديد بعمق العلاقات التاريخية الیمنیة الصینیة، كما نثمن ونحيي موقف بكين الثابت والمساند للحكومة الشرعية، وامن واستقرار اليمن وسلامة اراضيه، وفي المقابل نجدد موقفنا الملتزم بمبدأ الصین الواحدة.
ولا شك ان انعقاد هذه القمة يأتي في ظروف مثالية لمقاربة تطلعات بلداننا، وشعوبنا في عالم تعصف به النزاعات والحروب، والفقر والجوع والتشرد فضلا عن تداعيات التغير المناخي الحاد، وما يتطلبه ذلك من جهود مشتركة لتعزيز التضامن الجماعي وعدم ترك الدول الأقل نموا غارقة في الصعاب بعيدا عن الركب.
لذلك يتعين علينا في هذه المرحلة الحاسمة الاستفادة القصوى من المبادرات الاقليمية والدولية السانحة بما في ذلك “الحزام والطريق”، و”الشرق الاوسط الاخضر”، جنبا الى جنب مع مضاعفة جهود صناعة السلام والإبداع والريادة.
لكن دعوني أكون واضحا معكم بالقول ان المضي قدما في هذه المبادرات بحاجة اولا الى انهاء النزاعات والحروب في المنطقة وفي المقدمة دفع المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الايراني الى الرضوخ للإرادة الشعبية والدولية، والحيلولة دون التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون بلادنا وتزويد مليشياتها بكافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.
ومن جانبنا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، فإننا سنواصل العمل معكم من اجل السلام الشامل الذي يستحقه شعبنا اليمني، وفقا للمرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وخصوصا القرار2216.
الاخوة الحضور،،
ان مايواجهه اليمن كحلقة مهمة في ارث طريق الحرير، بمعابره البرية الشاسعة، ومنافذه وجزره الاستراتيجية، وخلجانه المتشاطئة مع دول المنطقة بين مضيق باب المندب وقناة السويس، سيكون اختبارا هاما لتجمعنا هذا،وسيظل كذلك تحديا للعالم اجمع.
لذلك فان هذه القمة يجب ان تمثل استجابة واعية، واستشعارا واقعيا لهذه التحديات المحدقة بأمننا الجماعي والتزاماتنا، ومسؤولياتنا أمام المجتمع الدولي.
وإننا نأمل ترجمة ذلك الى استراتيجية موحدة، لمواجهة تحدياتنا المشتركة، وفي المقدمة دعم شعبنا اليمني، ومساندة حكومته الوطنيةوإصلاحاتها الاقتصادية والخدمية في مواجهة المشروع المتطرف للمليشيات الحوثية الإرهابية،وانهاء الازمة الإنسانية الأسوأ في العالم التي طال امدها، والتعاطي السريع مع خطر الانسكاب النفطي المحتمل من الناقلة صافر في البحر الأحمر، قبل ان يضعنا التسويف جميعا في قلب المواجهة مع ازمات كبرى خارج السيطرة.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
الاخوة الحضور، ،
يقول الصينيون القدامى: “إن الإنسان عندما يتوفر له ما يكفي من الحبوب يكون مؤدبا، كما أنه يميز بين الكرامة والذلة عندما يؤمّن له الأكل والملبس”.
وخلال السنوات الماضية دمرت الحرب مدن اليمن واريافه، وسحقت سبل العيش، وحولت البلاد الى بؤرة نشطة لتصدير العنف، وتغذيته بمجاميع الفقراء والجوعى، في محاولة لتحويل بلادنا الى نقطة انطلاق لتهديد امن المنطقة.
ونظرا للاعتداءات المتكررة من جانب تلك المليشيات على الشعب اليمني ودول الجوار، قرر مجلس الدفاع الوطني تصنيفها منظمة إرهابية، وهو الاجراء الذي يتطلب دعمكم الجماعي كخيار سلمي لإحياء مسار العملية السياسية مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية الى جميع انحاء اليمن.
وانني انتهز هذه المناسبة لاعرب عن بالغ شكري لكافة الدول العربية التي دعمت قرار التصنيف هذا من خلال جامعة الدول العربية.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
لا يزال تحالفنا مع الاشقاء بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة احد اقوى التحالفات التي عرفها العالم خلال العصر الحديث، حيث كانوا معنا على طول الطريق في الدفاع عن دولة عضو في الأمم المتحدة.
ختاما ابارك لكم نجاح القمتين السعودية الصينية، والخليجية الصينية، وأتمنى لقمتنا هذه برئاسة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، نجاحا مماثلا وان تشكل مدخلا واطارا جامعا لتحقيق تطلعات شعوبنا في التنمية والسلام والاستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته