ملخص مقابلة معالي الدكتور أحمد عوض بن مبارك مع قناة روسيا اليوم، برنامج قصارى القول:
- رغم الحرب والأزمة الحالية لا زالت العلاقات اليمنية – الروسية في أفضل حالاتها.
الجماعة الحوثية منظمة “إرهابية”:
- راضون جداً عن الفقرات التي تناولت فيها الملف اليمني في القمة العربية سواءً فيما يتعلق بمباركة ودعم مجلس القيادة الرئاسي والدعوة لتوفير كافة أشكال الدعم السياسي له، أو فيما يتعلق بإدانة مليشيا الحوثي الإرهابية والتي تم وصفها ب”الإرهابية” في مقررات القمة، وإدانة تصعيدها العسكري ورفضها لتمديد الهدنة، وتأييد مقاربات الحكومة اليمنية والتنازلات السياسية من أجل تمديد الهدنة كخطوة نحو مناقشة الحل السياسي الشامل وبالتالي هذه الفقرات نحن راضون عنها.
- طوال الفترة الماضية تعاملنا مع هذه المليشيا، وكل ما تقوم به هو عمل إرهابي من تفجير المساجد وتلغيم عقول الأطفال وتجنيدهم واغتصاب النساء وفقا لما ورد في تقارير الأمم المتحدة، وتقارير الأمم المتحدة الأخيرة تصف جماعة الحوثي بالإرهابية، والإدانة الأخيرة التي وجهت لمليشيا الحوثي بعد قصفها للموانئ النفطية في اليمن تحدثت عنها كعمل إرهابي.
- من الضرورة بمكان أن يتم تصعيد الخطاب السياسي وإدانة كل ما تقوم به مليشيا الحوثي كعمل إرهابي، ويجب على مليشيا الحوثي أن تدرك أن كل ما تقوم به مرفوض من كل دول العالم.
- نحن نصف كل ما يقوم به الحوثي “إرهاب” ونصف الفكر الذي يحاول أن يقوم به ويفرضه على اليمنيين “إرهاب”، ولكن الحوثي كجماعة اجتماعية وكمجموعة وكطرف يريد الانتظام في العمل السياسي كان دائماً مرحب به، والحوثيون كانوا جزءاً من الحوار الوطني الشامل، والقوى السياسية ذهبت إلى صعدة واستضافت ودعت مليشيا الحوثي أن تكون جزءاً من الحل السياسي في اليمن، ولكن هذه الجماعة هي من اعتقدت ومن قررت أن تنقلب على الإجماع اليمني، لذلك نحن لا نعتقد أن تصنيف الجماعة كإرهابية سيقود إلى تعطيل الحل الشامل.
- نعتقد أن جماعة الحوثي كفكر وممارسة وكل ما تقوم به هو إرهاب، ويضر بالشعب اليمني ويعلي مصالح إقليمية وتحديداً “إيران” على مصلحة الشعب اليمني.
الرفض والتعنت الحوثي للهدنة
- أتيحت فرص سياسية كثيرة جداً لهذه المليشيا وأخرها في 1 أكتوبر من خلال المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي والذي كان يعالج كثير من شواغل هذه الجماعة، وقدمت الحكومة اليمنية تنازلات مهمة جداً من أجل توفير البيئة لبدء مشاورات سياسية وفي كل مرة تتهرب من استحقاقات السلام، وإذا استمرت هذه المقاربات فلن تأتي هذه الجماعة إلى الطاولة إن لم تمارس أقصى درجات الضغط السياسي وغيرها من أدوات الضغط.
- جماعة الحوثي لا زالت تراهن على الحل العسكري، وظلت على مدار عامين ونصف تلقي بألاف الأطفال في محرقة في مأرب، وكانت تراهن أن بإمكانها احتلال مأرب، والتقديرات تشير إلى 23 ألف سقطوا من طرف المليشيات الحوثية، وعندما نرى أعمار من سقطوا يؤلمنا لأنهم في النهاية أبنائنا، ولم تأت لطاولة المشاورات إلا عندما فقدت الأمل في مأرب، والآن أعادت الكرة مرة أخرى.
- لولا الضغط العسكري الحقيقي في الحديدة في 2018 لما أتت المليشيات الحوثية إلى المفاوضات.
- ما أطالب به الآن كوزير خارجية هو الضغط السياسي، ولكن خبرتنا مع هذه الجماعة عادة بانها لا تنظر إلى الحسابات السياسية التقليدية، وإنما تعتقد بأنها إن حققت النصر فإنه إدارة إلهية، وإن خسرت فهو اختبار إلهي وعليها أن تجتازه.
الطبيعة العقائدية الإرهابية لجماعة الحوثي
- على المستوى الشخصي ومنذ 2011 رأيت أن الجماعة الحوثية لديها خطاب مزدوج، خطاب سياسي يتم يبيعه للأطراف السياسية، وخطاب أخر إيديولوجي حقيقي متبنى وهو العنصر الحاكم بشكل رئيسي لكل تصرفات هذه الجماعة.
- لا يمكن أن تفهم هذه الجماعة إن لم تقرأ ملازم مؤسسها حسين الحوثي والوثيقة الفكرية لهذه الجماعة والتي تتحدث بوضوح وتؤمن بها الجماعة بأنها مصطفاة وصاحبة حق إلهي في الحكم وبالتالي هي لا ترى في الآخر اليمني شريك سياسي وكل ما تقوم به خلال هذه الفترة استهلاك للوقت للتحضير لما تعتقد أنه سيمكنها من السيطرة الكاملة على اليمن.
- الخطاب الذي تسمعه من قيادات الجماعة يتحدث عن تأييد وخطاب يأتيها من الله سبحانه وتعالى، وهذه مسألة لها علاقة بتجربتي الشخصية مع أصحاب القرار أثناء الاختطاف.
- أثناء الاختطاف طلبت مصحف كريم وفي اليوم الثاني للاعتقال قالوا لي ماذا ستعمل بالمصحف إن لم تقرأ المصحف وفقاً لمنهج رباني قرآني فلن يحدث فارق حقيقي، وقالوا خذنا كجماعة نحن خلال سنوات قليلة انتقلنا من الكهف إلى القصر، ويجب أن تقرأ ملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي.
- أثناء الحوار الوطني كنا نتعامل مع خطاب الجماعة السياسي أثناء الحوار، وكنا نرى فيها رؤيا مدنية، ولكن عندما دخلنا في نقاش معهم وجدنا أننا نتعامل مع جماعة دينية عقائدية صرفة لا تختلف فكراً عن القاعدة، ولا يمكن أن تفهم الحوثي كعقيدة وجماعة ما لم تقرأ الوثائق العقائدية لهذه الجماعة، وهذه أحد الملتبسات الرئيسية التي نواجها في شرح القضية اليمنية لأشقائنا أو لكثير من الأصدقاء الغربيين.
- نراهن على أبناء شعبنا في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، والحوثي يدعي كذباً أن الجماهير التي تخرج في الشوارع هي قاعدته الجماهيرية الحقيقية، ونحن نعلم أن صنعاء والمحافظات التي تحت سيطرتهم تدار بالحديد والنار، ونعلم بأن هناك شواهد كثيرة بأن كثير من الزعامات السياسية في اليمن قبل الانقلاب وبعد الانقلاب كانت تخرج أعداد كبيرة من هذه الجماهير المغلوبة على أمرها في محافظات منذ 2015.
- الموظفون لا يستلمون رواتب في ظل قبضة حديدية على كل مفاصل الحياة ويتم إلزامهم بترديد قسم الولاء والبراء لمرشدهم الأعلى، و “خومنة” المجتمع اليمني، وفي حال أرخيت القبضة قليلاً، أو إذا صارت أي تغييرات بسيطة فإن الشعب الذي يراهن الحوثي عليه سيكون أول المنتفضين.
- هناك مجموعة عقائدية ضمن الجماعة الحوثية وهي تشكل بعد الصد وهي دائماً المستفيدة مالياً واقتصادياً من هذه الحرب وأصبحت مرتبطة بشكل كبير جداً بالأجندة الإيرانية، وتم تقويتها وتصعيدها وخاصة بعد وصول ما يسمى السفير الإيراني “إيرلو” إلى صنعاء وهو من عناصر الحرس الثوري الإيراني وهذه يقودنا أن الداعم الرئيسي للجماعة هي بالتأكيد “إيران”.
الدعم الإيراني للجماعة الحوثية:
- اليمن حدودها البحرية كبيرة جداً، وضعفت مؤسسات الدولة كثيراً بعد الانقلاب الحوثي، والتهريب منها نشط جداً.
- هناك من يعتقد ويخطأ أن التدخل الإيراني ابتدأ بعد عاصفة الحزم، فالتدخل الإيراني في اليمن طويل جداً وبدأ منذ 1984 بشكل ثقافي ومنح دراسية في قم لخلق توجه سياسي طائفي وخلق انقسام كبير في المجتمع اليمني، وفي 2012 رصدت تقارير أممية سفن إيران جيهان1و2 محملة بالسلاح المتوسط والثقيل، وعندما دخل الحوثيون صنعاء في 2014 كانت أول عملية قاموا بها هو الإفراج عن معتقلين إيرانيين ولبنانيين كانوا يقومون بمهام تدريبية واستخباراتية لصالح إيران وحزب الله.
- ما يقلقنا أكثر من الحرب هو قضاء الحوثي القدرة على التعايش مستقبلاً نتيجة التجييش الطائفي وتغيير المناهج التي تحمل خطاب الكراهية، وكذلك والمعسكرات الصيفية، التي استقطبت أكثر من 60 ألف طفل.
- إيقاف الحرب اليوم هي مصلحة لليمنيين ونعتقد أن أي فرصة تتاح من أجل تحقيق السلام بأي كلفة سنتوجه نحوها ونقدم في سبيلها كل ما يمكن.
استهداف المليشيات الحوثية لأبناء الشعب اليمني ومقدراتهم الاقتصادية:
- الجغرافيا اليمنية الأكبر هي تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ومنذ تشكيل حكومة الكفاءات السياسية وهي متواجدة في العاصمة عدن، وكذلك مجلس القيادة الرئاسي وكل مؤسسات الدولي فيها وبقية المحافظات المحررة.
- محافظة مأرب في بداية الحرب لم يتجاوز تعداد سكانها 350 ألف نسمة، واليوم هناك أكثر من 4 مليون مواطن يمني، وأكثر من 2 مليون نازح داخلي، وهناك نزوح كبير من مناطق سيطرة الحوثي نحو المناطق المحررة، وأكثر من 47% من السكان متواجدين في إطار المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
- ملايين من اليمنيين غادروا اليمن إلى السعودية وبقية أقطار الخليج العربي ومصر والأردن وبضعة آلاف في أوروبا.
- مليشيا الحوثي تقصف وتستهدف المقدرات الاقتصادية للشعب اليمني، ومن يلتزم بدفع مستحقات الطلاب في الخارج هي الحكومة الشرعية.
- لم نسمع دبلوماسي يمني واحد تذمر وخرج عن الشرعية وعن أداء واجبه الوطن رغم انقطاع الرواتب الذي يصل أحياناً إلى أكثر من 11 شهراً.
- الحكومة تبذل جهود كبيرة، وضاعفت المنح الدراسية ليستفيد منها الطلاب اليمنيين، وفي كل زيارة دبلوماسية يكون تعليم شبابنا والاستثمار في مستقبلهم أولوية بالنسبة لنا.
الدعم الاقتصادي لليمن
- على مستوى جامعة الدول العربية هناك نقاش جاد لتفعيل الصناديق العربية وإيجاد آلية لمقاربات مع صندوق النقد الدولي وغير ذلك وهناك أفكار طرحت في اللقاء التشاوري على مستوى القادة.
- على مستوى العلاقات الثنائية هناك دعم مباشر من الأشقاء في السعودية والإمارات ومنح مشتقات نفطية ومجموعة من المشاريع الاستراتيجية في بناء السدود والمستشفيات يعينون من خلالها اليمن، وهناك مشاورات ومفاوضات لوضع وديعة في البنك المركزي اليمني للحفاظ على سعر العملة.
المؤتمر الشعبي العام شريك رئيسي في السلطة:
- الحوثيون هم من اغتال وغدر بالشهيد علي عبد الله صالح رغم أنه كان شريك رئيسي معهم، وأخر خطاب قبل استشهاده بأن جماعة الحوثي لا ذمة ولا عهد لها وتنفذ أجندة إيرانية في اليمن، وبأنه حاول استيعابهم ولم يستطع ودعا الشعب اليمني للثورة على الجماعة، ولو أخذنا بما قاله فإنه يكفي.
- كان هناك خطاب واضح من فخامة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي لابن الرئيس علي عبد الله صالح بعد استشهاد والده للتعزية وفتح صفحة جديدة ونحن في مرحلة يجب أن ننسى كل الاختلافات السابقة التي قسمت اليمنيين، وهناك تحدٍ رئيسي متمثل بالمليشيات الحوثية يواجه كل اليمنيين ويستهدف توافقهم الاجتماعي ونظامهم الجمهوري ويسعى إلى توسيع الفوارق الطبقية، ويستهدف وحدة اليمنيين.
- المؤتمر الشعبي العام شركاء رئيسيين في السلطة، وقيادات السلطة الرئيسية في مجلس القيادة الرئاسي هم من المؤتمر الشعبي العام، فخامة الرئيس الحالي هو من قيادات المؤتمر وسيادة النائب طارق صالح من أسرة الرئيس السابق، ونحن في مرحلة كل المكونات السياسية أدركت بأن الخطر الرئيسي الذي يجابه كل اليمنيين هي جماعة الحوثي، وتوحيد الصفوف خطوة مهمة جداً نحو إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ولا زال الخطاب السياسي الموجه للجماعة بأن تقر باحترام الدستور اليمني وبأن اليمنيون كلهم سواسية وليس هناك اصطفاء لجماعة.
ما بعد الهدنة
- لا زلنا حتى اللحظة نحترم بنود الهدنة وكأنها قائمة ونسمح بالطيران، والمستفيد الرئيسي هم أبناء الشعب اليمني وسوف نستمر في تسهيل ذلك، وكانت لنا مبادرات قبل الهدنة، ولكن الحوثيون كانوا يعطلونها لاستخدام الورقة الإنسانية للابتزاز والمساومة.
- المستفيد الأساسي من المشتقات النفطية التي يصل أغلبها من إيران هي جماعة الحوثي، وخلال الستة الأشهر الأولى من الهدنة جمعوا أكثر من 215 مليون دولار، ولم يدفع منها ريالاً واحد لرواتب اليمنيين، ونغض الطرف عن هذه المسألة حتى لا تنشأ أزمة مشتقات نفطية لأبناء شعبنا في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
- خلال فترة الهدنة فقدنا أكثر من 1400 بين شهيد وجريح، وفي الشق الإنساني أكثر من 94 بين شهيد وجريح، ولم تتوقف الاختراقات الحوثية طيلة فترة الهدنة.
- النقطة الرئيسية الأهم والالتزام المطلوب من الحوثي رفع الحصار عن مدينة تعز وفتح الطرقات بين المحافظات اليمنية، ولم يف بهذا الالتزام، بل على العكس في أخر أسبوعين من الهدنة حاولوا قطع أخر طريق حياة بين عدن وتعز لإطباق الحصار على المدينة بشكل كامل وكما نعلم بأنها مدينة ذات كثافة سكانية والمعاناة الإنسانية فيها عالية جداً.
تغيير المبعوثون الأمميون:
- تغيير المبعوثين يضر بالملف اليمني وكل ذلك بسبب تعنت المليشيات الحوثية وابتزازها للمبعوثين، وما أن يصل المبعوث إلى نقطة ترفض التعامل معه، وأخر إفادة للمبعوث إسماعيل ولد الشيخ، بعد أن بذل جهود كبيرة جداً في مفاوضات الكويت هربت المليشيات من استحقاقاتها، وقال بأنهم ليسوا شركاء سلام وليسوا جاهزين له، ومثله المبعوثين اللاحقين.