نيويورك – سبأنت
أعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن، هانس غروندبرغ، عن أسفه البالغ لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية، بعدما جاءت المليشيات الحوثية ” بمطالب اضافية لم يكن من الممكن تلبيتها”.
وثمن غروندبرغ في احاطة جديدة لمجلس الامن، اليوم الخميس، موقف الحكومة اليمنية بالتعاطي الايجابي مع مقترحه لتجديد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مطلع ابريل الماضي.
واستعرض المبعوث الأممي في إحاطته إلى النتائج الإيجابية للهدنة التي شملت التخفيف من معاناة المواطنين وقدمت الهدنة فرصة تاريخية حقيقية لبناء الثقة والعمل نحو إيجاد تسوية سلمية للنزاع ..موضحاً أن الجهود المبذولة من مطلع شهر يوليو الماضي لا تسعى فقط لتمديد الهدنة ، ولكن أيضا لتوسيع عناصرها والبناء عليها.
وأشار إلى أنه في 18 سبتمبر، قدم مقترحاً للأطراف لتمديد الهدنة لمدة ستة أشهر وتوسيع عناصرها وفي الأسابيع التي سبقت 2 أكتوبر كثف مناقشاته معهم وقام بعدة جولات تفاوض في عدن وصنعاء والرياض ومسقط وشارك معهم بعد ذلك مقترح منقح في 1 أكتوبر .. موضحاً أن المقترح تنال المطالب الرئيسية والمتنافسة لكلا الجانبين، بطريقة متوازنة وشمل استمرار وقف جميع العمليات الهجومية وتعزيز لجنة التنسيق العسكرية كقناة نشطة للتواصل والتنسيق لخفض التصعيد، وإيجاد آلية صرف شفافة وفعالة لدفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية والمعاشات التقاعدية بإنتظام، وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى على مراحل، وزيادة عدد الرحلات والوجهات من وإلى مطار صنعاء الدولي، والتدفق المنتظم للوقود عبر موانئ الحديدة وبدون أي عوائق، والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين.
ولفت الى أن مقترحه تمن أيضاً من أجل إحراز التقدم نحو حل للنزاع، إنشاء هياكل لبدء المفاوضات حول القضايا الاقتصادية ووقف دائم لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية من أجل العمل على إيجاد حل شامل للنزاع.
وقال “يجب علينا ألا نستهين بانجازات وفوائد الهدنة، فالهدنة دخلت حيز التنفيذ بعد ما يقارب من ثماني سنوات من النزاع وجلبت أطول فترة هدوء حتى الآن، وخلال ستة أشهر، تضمنت الفوائد التي لمسها الشعب اليمني:عدم حدوث عمليات عسكرية كبيرة وانخفاض أعداد الضحايا بنسبة ستين بالمائة، إعادة فتح مطار صنعاء وتسيير 56 رحلة تجارية ذهاباً وإياباً حتى اليوم، نقلت على متنها اكثر من 29 ألف مسافر ممن سعوا إلى الحصول على العناية الطبية أو الفرص التعليمية أو التجارية خارج البلاد، وتوفير ما يزيد على 1.4 مليون طن متري من منتجات الوقود عبر موانئ الحديدة وذلك أكثر بثلاثة أضعاف من كمية المنتجات النفطية التي دخلت في عام 2021 بأكمله، كما تم عقد لقاءات مباشرة للأطراف تحت رعاية الأمم المتحدة حول خفض التصعيد العسكري وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى” .
وأضاف المبعوث الأممي ” أن الهدنة لم تكن غاية في حد ذاتها ، بل كانت لبنة بناء لتعزيز الثقة بين الأطراف وتهيئة بيئة مواتية للعمل نحو حل سياسي للنزاع”.. لافتاً إلى أنه لدى الأطراف الآن خيار متاح أمامهم، يمكنهم اختيار المحافظة على الهدنة والبناء عليها وانتهاج الطريق نحو السلام كما يتوقع منهم الشعب اليمني أو العودة إلى الحرب بما يعني تجديد وزيادة معاناة المدنيين .