تصريح معالي الوزير في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الروسي
سوتشي: 26 مايو 2021
تأتي زيارتنا لموسكو أولا للتأكيد على الدور الروسي المهم في جهود إحلال السلام في اليمن وهو دور مهم سواء كان ذلك في الإطار الثنائي أو من خلال عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن، وثانيا نهدف من خلال هذه الزيارة لتعزيز علاقاتنا مع أصدقائنا الروس الذين تربطنا بهم عقود طويلة من الصداقة والتعاون الثنائي ولذلك أكدنا على أهمية المحافظة على هذا الزخم في علاقاتنا الثنائية، وثالثا، فإن هذه الزيارة تتم في إطار مساعي الحكومة اليمنيةللتشاور والتنسيق مع المجتمع الدولي بشأن سبل حل الازمة اليمنية سلميا وكيفية التعامل مع رفض مليشيا الحوثي لجهود السلام والتعنت والصلف الذي تبديه المليشيا بهذا الشأن. وهناك زيارات قادمة للدول الفاعلة في الملف اليمني وستستمر هذه الزيارات وهذا الجهد الدبلوماسي الى أن نصل لمرادنا في تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث.
بحثنا في لقائنا مع معالي السيد سيرجي لافرورف جميع القضايا المتصلة بالأزمة اليمنية والتفاصيل المتعلقة بالتطورات السياسية، وأكدنا حرص الحكومة على إحلال السلام واستمرارها في بذل الجهود لتحقيق ذلك وتطرقنا لدور مجلس الأمن في الضغط على مليشيا الحوثي للقبول بالحل السلمي وأهمية الاستفادة من تجربة السنوات الماضية في التعامل مع المليشيا ومكامن الخلل ومواطن القصور التي أدت للانسداد الحالي وعرقلة جهود تحقيق السلام.وتحدثنا عن الازمة الإنسانية وعن قضية الميناء والمطار وأوضحنا موقف الحكومة وفندنا السرديات الخاطئة التي تروج لها مليشيا الحوثي وشرحنا عرقلتها لحل القضايا الإنسانية وتسيسها لها.
تناولنا كذلك قضية خزان النفط صافر وأهمية نزع فتيل كارثة بيئية وإنسانية كبرى يمكن أن تقع في أي لحظة بسبب التعامل غير المسؤول من قبل مليشيا الحوثي مع هذه القضية واستمرار مماطلتها وعرقلتها لوصول الفريق الفني الأممي لتقييم حالة الخزان.
كما بحثنا استمرار العدوان الحوثي العبثي على محافظة مارب وأوضحنا التداعيات الإنسانية لذلك العدوان ومقامرة المليشيا بأرواح اليمنيين سواء باستهداف المناطق السكنية ومخيمات النازحين أو بتجنيد الأطفال والمغرر بهم للقتال في صفوف المليشيا وارسالهم الى محارق الجبهات برغم العجز التام عن تحقيق أي مكاسب.
وأوضحنا في هذا اللقاء رؤية الحكومة لحل الأزمة واهمية المرجعيات الثلاث كإطار للتسوية السياسية وخاصة القرار 2216 وطالبنا بدعم وتعزيز مساعي الحكومة لتحقيق المصالحة الوطنية وأكدنا على أهمية الشراكة بين الحكومتين اليمنية والروسية للدفع باتجاه الحل السلمي.
كما تطرقنا لأهمية تنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد جميع التشكيلات العسكرية والأمنية التي شكلت خارج إطار الدولة تحت قيادة المؤسستين الأمنية والعسكرية خدمة للمصالح العليا للشعب اليمني ولتمكين الحكومة من القيام بمهامها وواجباتها وتطبيع الحياة العامة في العاصمة المؤقتة عدن وصولا الى توحيد الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة واستعادة الامن والاستقرار في اليمن.
وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في مباحثاتنا حيث أكدنا تمسكنا بموقفنا المبدئي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ووجدنا تفهما كبيرا من أصدقائنا الروس وحرصا على مساعدة اليمن في استعادة الامن والاستقرار وتأكيدا على وقوف روسيا مع وحدة وسيادة اليمن وسلامة أراضيه، ودعما للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية.
وأؤكد هنا بأن التنسيق والتواصل مع أصدقائنا في روسيا يحتل أولوية في سياسة اليمن الخارجية وسنعمل على تعزيز هذا التواصل.