شارك وزير الخارجية خالداليماني ،اليوم الثلاثاء ،في الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي-الروسي المنعقدة في العاصمة الروسية موسكو.
ويأتي المنتدى هذا العام ليسطر الذكرى العاشرة لتأسيسه في العام ٢٠٠٩ في القاهرة، وفي إطار سعي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزارة خارجية روسيا الاتحادية نحو تطوير علاقاتهما والتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والعلمية وفي مجال الإعلام.
واستعرض الوزراء نتائج الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي الروسي، التي عُقدت في 1 فبراير 2017 في أبو ظبي، وخطة العمل 2016-2018 التي تهدف إلى تنفيذ مبادئ وأهداف المنتدى..مؤكدين على أهمية الحوار والتعاون القائمين بين الجانبين..مؤدين توحيد جهود جميع الدول من أجل تعزيز الاستقرار العالمي بجميع جوانبه كأساس للسلام الدائم القائم على مبدأ الأمن المتساوي وغير المنقوص للجميع.
ونقل وزير الخارجية في مداخلته تحيات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الى الحاضرين في الدورة ..مشيراً إلى العلاقات التاريخية والحضارية الوثيقة بين اليمن وروسيا والتي تم الاحتفال بذكراها الـ ٩٠ في العام المنصرم ٢٠١٨، بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة بين الدول العربية وروسيا، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا ونموًا مضطردًا، حيث أن إطلاق منتدى التعاون العربي الروسي يعتبر أحد مظاهر هذا التطور.
وقال الوزير اليماني” أن جمهورية روسيا الاتحادية بمركزها الدولي الهام ومواقفها الثابتة والمتزنة ودعمها المتواصل لقضايانا العربية، يمكن أن تسهم في تحقيق السلام واستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
وأشار إلى الملفات الشائكة التي تواجه الدول العربية وروسيا كتحديات مشتركة تلك المرتبطة بالتطرف والارهاب والاستيطان والاحتلال لأراضي الغير، كما هو جار في فلسطين من تعسف وإخلال بالقانون الدولي وعدم التزام بقرارات مجلس الأمن الدولي كالإجراءات غير القانونية وغير الشرعية المتمثلة في نقل السفارة الامريكية الى القدس، كسابقة هي الأولى من نوعها في العلاقات الدولية تخل بالقانون الدولي بشكل سافر، وتندرج في اطار محاولات واضحة للنيل من القضية الفلسطينية وتفكيكها وتصفيتها.
ووضع اليماني الوزراء في صورة التطورات في اليمن التي ما زالت تعاني من انقلاب دموي عنيف أحدث أسوء كارثة إنسانية في العالم..مؤكداً أن الحكومة اليمنية بذلت مساعي كبيرة وجهود حثيثة لغرض الوصول الى حل سياسي لإنهاء الانقلاب..مجدداً استمرار الحكومة دعم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، وكافة الجهود الدولية الرامية الى تحقيق السلام في اليمن واستعادة الدولة وفرض الأمن وترسيخ الاستقرار.
وأوضح وزير الخارجية بأن الحكومة اليمنية استمرت بالمطالبة بالالتزام الكامل باتفاق ستوكهولم لما يمثله من خطوة لبناء الثقة نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والذي يلزم الحوثيين بتسليم مؤسسات الدولة وتسليم السلاح، ويعتبر ذلك مدخلا نحو الحل الدائم والسلام الشامل في اليمن..مشيراً الى ان الحكومة طالبت بوضع جداول زمنية محددة لاعادة الانتشار، واقترحت تشكيل لجنة ثلاثية من الحكومة والانقلابيين والأمم المتحدة لمراقبة إعادة الانتشار، ووافقت على تنفيذ البنود التي تعالج الجانب الإنساني في اتفاق الحديدة قبل تنفيذ بنود إعادة الانتشار.
ولفت الوزير اليماني الى أن الحكومة اليمنية تعمل من العاصمة المؤقتة عدن بشكل دائم لتعيد الأمل لليمنيين وتأخذ زمام المبادرة مجددا وتحقق نجاحات كبيرة على كافة المستويات، ولأول مرة منذ الانقلاب في سبتمبر 2014 يتم اعتماد موازنة عامة للدولة للعام 2019 وتتوسع الحكومة يوما بعد يوم في تقديم الخدمات الأساسية لكافة مناطق اليمن وتعمل على صرف المرتبات لكافة المنتسبيين للخدمة المدنية.
واكد أن الحكومة على ثقة بأنه وبدعم الاشقاء والأصدقاء واستعادة الحكومة لكافة مهامها المنوطة بها ستخرج اليمن من نفق الانقلاب المظلم الى مستقبل يسوده الامن والاستقرار وإعادة الاعمار..مشيراً الى أن انعقاد مجلس النواب اليمني مؤخرا في المناطق المحررة واختيار هيئة جديدة لرئاسة المجلس، وأعلان قيام الائتلاف الحزبي للقوى السياسية والحزبية الداعمة لمشروع استعادة الدولة، مسمار جديد في نعش الانقلاب و دليل على الرفض الشعبي لمشروعه.
وعبر وزير الخارجية عن شكره لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لاسنادها ودعمها الامحدود للشرعية في اليمن، ولكافة الدول الشقيقة والصديقة التي تعهدت بتقديم المساعدات في إطار خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2019، للحد من آثار الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الانقلاب.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد ألقى كلمة رحب فيها بالوزراء العرب..مجدداً مواقف روسيا الداعمة للقضايا العربية وفِي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما ألقى عدد من الوزراء ورؤساء الوفود والامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيطكلمات عبروا فيها عن عمق العلاقات الروسية العربية.
وفِي ختام الاجتماع أقر الوزراء البيان الختامي وخطة العمل لتنفيذ مبادئ واهداف منتدى التعاون العربي الروسي (٢٠١٩-٢٠٢٠).
واكد الوزراء في بيانهم على وحدة وسيادة واستقلال أراضي اليمن، ودعم تطلعات الشعب اليمني من أجل حرية وديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتنمية الدولة، من خلال تحقيق تسوية سياسية مستدامة، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي، لاسيما القرار 2216، واستناداً إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. والإعراب عن تأييد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام الخاص لليمن، السيد مارتن غريفيث.
ورحب الوزراء باتفاق استوكهولم الذي توصلت إليه الحكومة والمليشيا الحوثية خلال المشاورات في السويد في ديسمبر 2018، والذي تمخضت عنه الاتفاقات والتفاهمات، وفقاً لقراري مجلس الأمن 2451 و2452، والدعوة إلى الالتزام بتنفيذ اتفاق استكهولم في الواقع العملي، كخطوة أساسية ضرورية لاستئناف مشاورات التسوية السياسية الرامية لتأسيس سلام دائم في اليمن.
ودعا البيان الى تسهيل تدفق المساعدات الانسانية، ووصولها لمستحقيها في كافة أنحاء اليمن، وعدم عرقلة عمل موظفي المنظمات الإنسانية ومجابهة مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض، وإيقاف عملية تجنيد الأطفال، واتخاذ السبل الكفيلة بوضع حد لها، وإدانة زراعة الألغام، والدعوة الى المساعدة في نزعها.
واعرب الوزراء في بيانهم دعمهم لجهود الحكومة اليمنية لمحاربة المنظمات الإرهابية والتطرف والراديكالية.
شارك في اعمال المنتدى العربي الروسي المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري ،وسفير اليمن لدى جمهورية روسيا الاتحادية الدكتور احمد الوحيشي.
وزير الخارجية يشارك في الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي-الروسي في موسكو
موسكو