أجرت صحيفة “الرياض” السعودية مقابلة مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق عملية “عاصفة الحزم” الهادفة إلى استعادة شرعية الدولة اليمنية من يد عصابات الانقلاب المدعومة من إيران..
فيما يلي نعيد نشر نص المقابلة:
الملك سلمان أطلق «عاصفة الحزم» فكانت مفاجأة للمخلوع والحوثي وإيران
الرياض- حوار: هاني وفا – أسمهان الغامدي
عامان على انطلاق عاصفة الحزم في 26من مارس 2015، الذي يعد تاريخاً مفصلياً في جميع دول المنطقة، وتاريخاً لن ينساه أحد، ففيه نجح التحالف العربي بقيادة المملكة في سحق وإفساد خطط إيران ومشروعها التوسعي، من خلال أدواتها المتمثلة في مليشيا الحوثي وصالح.
وبالرغم من كل الإستراتيجيات والخطط المحبوكة لقوى الشر إلا أنهم لم يتوقعوا أو يتخيلوا أن ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لن يقبل بأن يكون اليمن خنجراً مسموماً في خاصرة العالم العربي لتحقيق مشروع صفوي إيراني إرهابي، فتناثرت أحلامهم باكراً، أمام هبوب عاصفة الحزم التي وصفها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالمنقذ الأكبر للعالم العربي ودول المنطقة، أنه (قرار تاريخي) سيحفظه العالم أجمع للمملكة.
اليوم يكمل التحالف العربي بقيادة المملكة عامه الثاني لنصرة الشرعية اليمنية، ومن خلاله نجحت الشرعية في استعادة أكثر من 85% من الأراضي اليمنية من سطوة ميليشيا الحوثي وصالح، أحد أدوات إيران في المنطقة.
بعد عامين على التحالف كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الكثير من المفاجآت السياسية، التي تذكر لأول مرة، كتواصله مع إيران، وماذا قال له الرئيس الأميركي السابق أوباما قبل عاصفة الحزم، وما هو الموقف الحقيقي للإدارة الأميركية الجديدة من الأزمة اليمنية؟
« الرياض» انتهزت فرصة تواجد فخامته في الرياض في طريقه إلى العاصمة الأردنية (عمّان) للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها بتاريخ 29 مارس 2017م لتجري حواراً مطولاً عن أبرز الاستراتيجيات المعتمدة في معركة صنعاء، وعن السبب الحقيقي خلف عدم سرعة حسمها، خاصة وأن الجيش على بعد 25 كيلو منها، وهل من الممكن أن يكون هناك دور سياسي للحوثي وصالح بعد كل ما أحدثوه.
لو تأخرت عاصفة الحزم ثلاثة أيام كان الحوثي سيصل إلى حضرموت
وأبلغ «الرياض» عن مفاجأة حواره مع أحد الطلبة اليمنيين المبتعثين لإيران، وما هو النهج الذي يدرسونهم إياه في مدينة قم، وكيف عملت إيران على (غسل مخ) 1600 طالب يمني ابتعثهم الحوثي ليتم تحوليهم إلى عملاء للمشروع الإيراني ومن لم يستجب يهمل ويجّوع حتى يرضخ أو يموت، وشرح بالتفصيل عن الدور الإيراني الوسيط الذي جعل الحوثي يخضع لصالح ويشكل معه تحالف بعد أن كانوا أعداء في وقت من الأوقات.
وعن عدن قال هادي: عانت عدن الكثير من الخراب والدمار الذي طال مؤسساتها وبناها التحتية واحتياجات المواطن الأساسية من خدمات الماء والكهرباء والصحة والغذاء وغيرها فضلا عن تدمير الحوثي عن عمد منازل وممتلكات مواطنين قدموا التضحيات في بسالة وصمود اسطوري لتحرير مدينتهم من عبث الانقلابيين بالتعاون مع الأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة ودولة الإمارات.
مشروعنا الوطني يتمثل في اليمن الاتحادي الجديد قبل المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني
ومع كل ذلك، استطاعت المدينة وأبناؤها تضميد الجراح والتطلع صوب المستقبل رغم ثقل التركة وتداعيات الحرب التي ألقت بظلالها على معيشة المواطن وبرزت معها العديد من الظواهر التي تمثل امتدادا لأذرع الانقلاب عبر أدواته الإرهابية التي حاولت عبثا تعكير صفو المدينة واستقرارها كحال معظم المناطق المحررة إلاّ أن تكاتف ويقظة وتضحيات الشعب اليمني والمقاومة الوطنية والأجهزة الأمنية المختلفة حالت دون ذلك لتضطلع عدن بدورها المحوري والمهم كعاصمة مؤقتة للبلد وتمارس الدولة والحكومة مهامها منها نحو استعادة الدولة وتثبيت عراها على مختلف أجزاء ومساحات الوطن.
وأكد هادي بأن تدخلات ايران لم تكن طارئة أو وليدة اللحظة بل عمل مدروس وممنهج في اختراق السيادة والتدخل في شؤون الغير، «وقد حذرنا من ذلك علنا وباكرا ومن على منبر الأمم المتحدة لفضح تدخلات النظام الايراني في الشأن اليمني وأطماعها السافرة في اليمن والمنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها وبث سموم الطائفية والفئوية لزرع بذور القلاقل والفتن لتحقيق أطماعها عبر أدواتها وأذرعها في اليمن والمنطقة وتزويدهم بالخبرات والسلاح».
كما أضاف الرئيس اليمني بأن الأزمة اليمنية بقدر ماهي واقع حرب انقلابية قامت بها المليشيات الحوثية المتمردة والمخلوع على الشعب اليمني، فإن منفذيها في الوقت نفسه لم يكونوا إلا أدوات رخيصة لتنفيذ سيناريو وأجندة طهران الدخيلة في اليمن والمنطقة عبر تزويدهم بالعدة والعتاد لتحقيق طموحاتها وتطلعاتها لتمدد دولتها الفارسية والسيطرة والتحكم بمضيقي هرمز وباب المندب.
وفيما يلي نص الحوار مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي:
المخلوع والحوثي أدوات رخيصة لتنفيذ أجندة طهران
القرار الشجاع
– كيف ترى قرار عاصفة الحزم؟
هو قرار شجاع اتخذه الملك سلمان، وهو قرار استراتيجي لا ينقذ اليمن فقط بل ينقذ المنطقة ككل من براثن المد الفارسي، فلو كان هناك أي تأخر في اليمن لكانت المنطقة ككل ستدفع الثمن، كما أن هذا القرار سرع في الكشف عن المخطط الفارسي وكشف أوراق إيران أمام جميع دول العالم وألغى الحلول الطائفية في اليمن تماماً.
جهود التحالف العربي
– بداية فخامة الرئيس كيف ترون ما وصلت إليه الأزمة اليمنية، في ظل جهود التحالف العربي، وهل مازال الحل السياسي مطروحاً على طاولة النقاش؟
عمليا الحل السياسي بدأ منذ المبادرة الخليجية، ونحن كنا ولازلنا وسنظل على الدوام دعاة سلام ووئام نحمل هم شعب ومشروع وطن يتوق للعيش في ظله وكنفه الجميع، بأمن وأمان واستقرار وعدالة ومساواة دون انتقاص أو إقصاء أو تهميش لأحد، وهذا مشروعنا الوطني المتمثل في اليمن الاتحادي الجديد الذي كان ثمرة مخاض حوار وطني شامل استوعب كل قضايا الوطن وصاغ مخرجاته كل فئات المجتمع ونخبة المشاركة في الحوار الوطني المتمثل في القوى والمكونات السياسية، والمرأة، والشباب، ومنظمات المجتمع المدني، بما فيهم الحوثي وصالح.
الحوثي يبعث ١٦٠٠ طالب سنوياً إلى قم من أجل أن يتم «غسيل مخ» لهم
خرجنا من خلاله بمسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد والتي ارتد عليها للأسف تحالف قوى الانقلاب الحوثي وصالح ومن خلفهم الداعم والموجه ايران وأدواتها وفرضوا الحرب في اليمن بهدف تنفيذ أجندتهم الدخيلة ومن أجل ذلك استباحوا المدن وقتلوا وشردوا العزل الابرياء من الاطفال والنساء واستخدموا كل ترسانتهم العسكرية في تحقيق ذلك الهدف بما فيها سلاح الطيران لقصف مقر الرئيس الشرعي في عدن في سابقة خطيرة ودموية لعصابات استخدمت كل ما أوتي وأتيح لها للقتل والتدمير وشرخ النسيج الاجتماعي.
وتلك الطائرات وضع لها حد من قبل قوات التحالف وعاصفة الحزم في يومها وساعاتها الاولى وإلا لكانت الى اليوم تستخدم براميل البارود الحارق على الابرياء والمدن كما هو الحال في سورية من قبل الأسد.
وعلى الرغم من كل ذلك تعاملنا بمسؤولية وايجابية مع كل دعوات ومساعي السلام انطلاقا من مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا اليمني قاطبة بما في ذلك المغرر بهم في صفوف الانقلابيين استجابة وتنفيذا لمرجعيات السلام الضابطة المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216 ومن أجل ذلك ذهبنا إلى بيل وجنيف والكويت وقدمنا التنازلات وتعاملنا بإيجابية مع ورقة الأمم المتحدة التي قدمها المبعوث في الكويت وتم رفضها قطعيا من قبل الانقلابيين.
الإنقلابيون يستولون على المساعدات في ميناء الحديدة ويبيعونها في السوق السوداء
وبالنسبة للتحالف العربي فمنذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم كان الموقف والصوت العربي واحدا وبإجماع ليس له نظير في دعم اليمن وشرعيته الدستورية ضد الفعل الانقلابي الغاشم وتأييد ومباركة جهود دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم وهذا ما أكدت عليه القمة العربية الـ26 في شرم الشيخ التي عقدت بعد يومين من انطلاق عاصفة الحزم ودعمها المطلق وتأييدها لها وكذلك الحال والتأييد مستمر لدعم اليمن وشرعيتها الدستورية في مختلف التجمعات والمحافل العربية والإقليمية والدولية.
كما أن جهود دول التحالف شاخصة وشاهدة للعيان ولا يمكن لعاقل إنكارها وهي على الدوام محط تقدير وامتنان واحترام كل أبناء اليمن التواقين للحرية والعدالة والانعتاق من براثن الطائفية ومن يمولها ويواليها، وهذه المواقف الاخوية الصادقة تجسد روح الاخوة والاصالة والهدف الواحد والمصير المشترك وستظل على الدوام محل فخر واعتزاز شعبنا اليمني وأجياله المتعاقبة ودين نحمله تجاه أشقائنا وسيظل كذلك على الدوام.
فللمملكة أيادٍ بيضاء ليس على اليمن فحسب بل في مختلف البلدان والاقطار التي بحاجة للإغاثة والعون والمساعدة، أما فيما يتصل بجهود مركز الملك سلمان وإسهاماته الإغاثية في اليمن فإنها غيض من فيض ولا تقارن مطلقا مع أي مساعدات وعون تقدم من جهات دولية ومنظمات مانحة، فمركز الملك سلمان قدم ويقدم للشعب اليمني الغذاء والدواء والايواء ومعالجة الجرحى وتسيير رحلات جويه لنقل الاسر والمنقطعين الى اليمن من دول شتى ولم يقتصر ذلك على المحافظات المحررة فحسب بل شمل مناطق اليمن دون استثنى، والتي استحوذ وللأسف الانقلابيون على معظم تلك المساعدات في المناطق الخاضعة لهم والمتاجرة والسمسرة بها في تحدٍ صارخ للإنسانية.
أخطأت في إجراء مكالمة تليفونية بمحافظ حضرموت.. وكدت أدفع حياتي ثمناً
ماذا قال أوباما لهادي؟
– كيف تطورت الأوضاع بهذا الشكل؟
بعد حادث علي عبدالله صالح الذي فيه أحرق وجهه، اتصلت بي السفارة الأميركية في صنعاء وقالوا بأن لك مكالمة من البيت الأبيض، وتواصلت مع الرئيس الأميركي السابق أوباما، وقلت له بأن كل شيء تحت السيطرة، فبقية المحافظات ليس بها شيء، هم كانوا يريدون العاصمة صنعاء والوضع تحت السيطرة.
فقال لي أوباما: ممتاز جداً، وأن يد أميركا ممدودة، فشكرته، وقال ستأتيك خمس طائرات 130 من البحرين، وستنقل الرعايا الأميركيين والأوربيين لجيبوتي فقلت: هل ستنسحبون من اليمن؟ وستسلمونها لمن؟، فعملياً البديل هو إيران والقاعدة إذا انسحبت السفارات من العاصمة صنعاء.
وجود مندوب حوثي في كل وزارة فوق الوزير زاد من انشقاق صالح والحوثي
وأكدت له بأنه هذا موقف غير إستراتيجي، فقال أوباما: لماذا تدخل إيران؟، فقلت له إيران تريد اليمن وباب المندب، فعندما يمسك باب المندب ومضيق هرمز، فهو ليس بحاجة إلى أن يكون دولة نووية.
قال أوباما: تمام سنتصل بك بعد ثلاث ساعات.
وبعد ذلك تواصلت أنا مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله-، وطلبت منه ثلاث طائرات، لتقل رئيس الوزراء ونوابه ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى، ولم أذكر وقتها علي عبدالله صالح واعتقد الملك عبدالله أنه مات، فقال لي يرحمه الله: خير خلف لخير سلف، فقلت له علي عبدالله صالح سيبقى مكانه وطلبنا له طبيب حروق وطائرة، كما نريد ثلاثة ملايين برميل بترول فصنعاء طافية، فقال دع المسؤولين يتواصلون مع شركة أرامكو الآن، والطائرات سوف تأتي إليك.
بعد ثلاث ساعات اتصل بي أوباما وقال لي: مبروك السيناريو الذي رسمته، فكان أفضل من السيناريو الذي رسمناه في البيت الأبيض، اتفقنا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ألا نخرج من اليمن، فقلت له ممتاز جداً، وبعد ذلك جاءت المبادرة الخليجية، التي وقعت عليها الأحزاب بما فيها حزب المؤتمر ورفض المصادقة عليها علي عبدالله صالح فقط، وأيدت المبادرة الأمم المتحدة وحددت مندوباً يكون لليمن الذي كان وقتها “جمال بن عمر”
تعامل الإدارة الأميركية في الأزمة اليمنية رائع جداً.. وترفض أي توسع إيراني في الشرق الأوسط
جلسنا نحن للحوار وبدأ الحوار السياسي وأوقفنا إطلاق النار في صنعاء، ووقتها الجيش انقسم، والأمن انقسم، والأمن المركزي انقسم، وجزء مع علي محسن وجزء مع علي عبدالله صالح، فتقاتلوا في شوارع صنعاء.
حاولنا إيقاف المعارك واستمرينا في المبادرة الخليجية، ودعيت رؤساء الأحزاب وقلت لهم لماذا لا تدعونا نفكر بحل مشكلة اليمن بحل أبدي، فلنا ٦٠ سنة بين الشمال والجنوب، ولم ننجح في توفير خمس مطالب للشعب، وهي الماء، الكهرباء، الصحة، التربية والتعليم، والنقل.
جلسنا على المبادرة الخليجية وقلنا بأنها بوابة عبور، فجاء مع (جمال بن عمر) خبراء من مجلس الأمن وجلست معهم لبحث كيف يمكن أن ننهي كل المشاكل في اليمن، ونفتح صفحة جديدة، فقالوا لابد من تبديل المبادرة، فرفضنا، وقالوا نريد الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وأتينا بكل مشاكل اليمن، فكانت القضية الجنوبية وقضية صعدة غير موجودة في المبادرة الخليجية فوضعناها في الآلية التنفيذية، كما جلسنا ووضعنا نظاماً داخلياً للحوار وجلسنا عليه ستة أشهر، ووضعنا النظام الداخلي للحوار، ودخلنا في مشاكل الإصلاح، وخلافه، وبعد ستة أشهر أعلنا الحوار الوطني، وحضر 565 مندوباً للمشاركة وبقينا فيه سنة، حتى خرجنا بوثيقة مخرجات الحوار الوطني.
قلت لعبدالملك الحوثي: التجربة الإيرانية لن تنجح في اليمن وستتسببون في حرب أهلية
مثلث الشر من أسقط صنعاء
– فخامة الرئيس.. بالعودة بالذاكرة إلى الخلف قبل عامين من الآن، من المتسبب في سقوط العاصمة صنعاء بخلاف مثلث الشر (المخلوع، والحوثي، وإيران)؟
-لا نعرف إلا هؤلاء، علي عبدالله صالح هو الأساس، والحوثي كان متخوفاً لكن علي عبدالله صالح من شجعه، وإيران ذات المطامع السياسية المدعومة بقوة السلاح الذي يهرب من إيران وضبطنا بعضها وقبضنا على الإيرانيين المتورطين في ذلك وهم من حاولت إيران إخراجهم من اليمن في محادثات سرية تمت في العاصمة العمانية مسقط، فعلي عبدالله صالح بعث خلال الحوار الوطني 20 شخصاً من مجلس النواب إلى إيران، طالباً منهم أن يجعلوا الحوثيين تحت إمرته مقابل إفشال المبادرة الخليجية، وللأسف إيران من أول يوم قالوا بأنهم ضد المبادرة الخليجية.
مسؤول الأمن القومي الإيراني قال لنظيره اليمني: الثورة الإيرانية أكسجين الشعوب المستضعفة
وقد ذهبت لرئيس الوزراء البريطاني وللرئيس الأميركي والقادة الأوربيين والروس والصين، وقلت لهم إيران غير راضية، وحتى وإن أقنعنا الحوثيين، سيغير الإيراني رأي الحوثيين، فهم عملوا بكل الطرق لإفشال الحوار، وطلبت منهم إشراف الدول الخمس دائمة العضوية، ودول مجلس التعاون الخليجي كضامنين للحوار ومشرفين.
في ذات الوقت كان الحوثي وصالح يتفقون مع إيران بعدم إنجاح الحوار، ولكن بعد ذلك أعلنا نحن بنجاح الحوار، حتى مجلس الأمن عقد اجتماعاً بصنعاء دعماً للحوار، وقتها إنهار الحوثي وصالح وإيران وعمدوا للعمليات العسكرية، في صعدة،.
جهود مركز الملك سلمان لا تقارن مطلقاً بأي مساعدات تقدمها جهات أخرى.
إيران خلقت ولاءات للحوثي
– هل تعتقد بأن الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة قابل للنجاح أم أن الفرص انتهت؟
لا يوجد أي حل إلا الحل الذي أشرفت عليه دول مجلس التعاون والأمم المتحدة، كمخرج سياسي، إلى جانب المبادرة الخليجية والقرار الأممي، دونها لن ينجح أي أمر، فالحوثي الذي أرسل في السابق 1600 إلى إيران، بعلم المخلوع، وفي يوم دعيت إحدى الطلبة الذين كانوا مبتعثين في إيران وسألته ماذا كانوا يدرسونكم في إيران، قال يدرسونا باختصار بأنه إذا قال لي عبدالملك الحوثي اقتل أمك اقتلها فكانوا يعملون غسيل مخ، وكانوا يوهمونهم بأن الحوثي هو المهدي المنتظر.
الأمم المتحدة لم تستجب
– هناك غياب للمنظمات الدولية في ميناء الحديدة، ونعلم بأن جميع المساعدات الإنسانية والرغاثية في ميناء الحديدة تنهب من قبل ميليشيا الحوثي وصالح، فهل تقدمتم بطلب للأمم المتحدة لأن تشرف على ميناء الحديدة؟
نحن قلنا للأمم المتحدة بأن كل ما ينزل في ميناء الحديدة من مساعدات يسيطر عليها للأسف الحوثي، ويبيعها في السوق السوداء وقلنا إحدى الأمرين، إما أن نتقدم حتى نصل لميناء الحديدة ونشرف عليه كشرعية، وإلا تأتي الأمم المتحدة وتشرف، فالحوثيون يسيطرون على المساعدات في الميناء وداخل تعز ويوزعونها فيما بينهم، ولكن للأسف لم نجد استجابة.
الكثافة السكانية متحكمة
– هناك معلومات تشير إلى أن ٨٥٪ من الأراضي اليمينة تحت سيطرة الحكومة الشرعية أي ما تبقى ١٥٪ بما فيها العاصمة صنعاء، ماهي الخطط التي وضعتموها لإتمام هذه العملية حتى النهاية؟
صحيح بأننا استردينا ٨٥٪، ولكن السكان في الجنوب قليل مقارنة بالشمال، فالكثافة السكانية في ١٥٪ كثيفة جدا، فصنعاء فقط سكانها ٢ مليون، و ٦٠٪ منهم غير زيديين بل شوافع.
الحوثي استغل الطائفية
– هل الحوثي يستغل وجود القبائل الزيدية ؟
نعم، فلا يوجد قبيلة رفعت السلاح على الحوثي، بل أول ما فعلوه سلموا المؤتمر الشعبي العام، الذي كان في يد صالح.
– لماذا ؟
أن الجيش لم يكن مبنيا بناء وطنيا وإنما بناء طائفي، فهذا الجيش دخلوا فيه الحوثيون مع توجيهات صالح، فاستطاعوا السيطرة على كل القيادة، فحتى عندما دخل الحوثي إلى عمران أمرت الحرس الجمهوري للتحرك لعمران فرفضوا أن يتحركوا ولاء مذهبيا للمخلوع.
الزيديون لا يحبذون التجربة الايرانية
– هل وجود القبائل الزيدية التي تحيط بصنعاء يصعب من مهمة استعادة صنعاء إلى حضن الشرعية؟
لا أعتقد فهم ضد فكرة التجربة الايرانية، التي لاحت فرصة تطبيقها في اليمن بدخول الحوثيين صنعاء وقيامهم بالاستيلاء على مجلس النواب بالاتفاق مع المخلوع، وبعد هذا اتفقوا على عشر نقاط أهمها أن يكون عبدالملك الحوثي هو المرجع الديني، وأن يكون صالح هو المرجع السياسي.
فأرادوا نقل التجربة الايرانية بوجود زعيم روحي يتبعه زعيم سياسي لليمن، وأن ايران مستعدة تقوم ببناء اليمن اقتصاديا، واتفقوا على هذا ووقعوا عليها الحوثي وصالح.
اتصلت بعبدالملك الحوثي وقلت له التجربة الايرانية لن تمشي في اليمن، وأنتم ستقلبون الأمر في اليمن إلى حرب أهلية، فقال الحوثي: من قال بأننا شيعة إثنا عشرية.. نحن زيدية؟، فقلت له نعم إثنا عشرية فأنت ترسل ١٦٠٠ طالب في ايران لدراسة المذهب الإثنا عشري، وإن كنت صادق النوايا فأنشأ جامعة لدراسة الزيدية في صعدة أو صنعاء والحكومة ستدعمك، كجامعة الايمان في صنعاء، وجامعة الاحقاف في حضرموت، ولكن عبدالملك الحوثي رفض مقترحي ورفض فكرة سحب الطلبة اليمنيين من قم وتدريسهم في اليمن أو أي مكان آخر غير إيران.
– متى كان هذا الاتصال؟
عندما كانوا في عمران قبل الدخول للعاصمة صنعاء.
أمريكا قديما وأوروبا معرقلة
– بصراحة.. من المعرقل لتصنيف الحوثي كجماعة إرهابية في المجتمع الدولي على غرار حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق؟
في البداية كانت أوربا وأمريكا تضغط علينا في أن ندخل حوار، وكنا رافضين لأنهم حزب متمرد، وللأسف دخلنا وكان موقف سلبي أن ندخل معهم وهم لا يعترفون، بالمبادرة الخليجية ولا بمخرجات الحوار الوطني، ولا قرارات الأمم المتحدة، ولا بالشرعية، فهم معترفون فقط بالمخطط الفارسي الأمر الذي يؤكد أن القرار الحوثي ايراني ١٠٠٪.
تواصلت مع القيادة الايرانية
– هل حاول أحد من القيادات الإيرانية التواصل معك أو حاولت أنت التواصل مع أحد منهم لبحث وقف التدخل في الشأن اليمني؟
نعم أنا حاولت، وطرحت في الأمم المتحدة خطابا قلت فيه بأننا نلقي القبض على سفن ايرانية محملة بأسلحة ايرانية لمقاتلة الشرعية والشعب اليمني كجيهان ١ و٢، وأتينا بلجنة من الأمم المتحدة لتصوير السلاح.
وبعد ذلك قررت أن أطرق الباب أنا، واتصلت بعُمان، وطلبت اجتماع مسؤول الأمن القومي اليمني مع مسؤول الأمن القومي الإيراني، على أن يكون الالتقاء في مسقط، وقلت للمندوب أن يتناقش مع المندوب الايراني بوجود الوسيط العماني في أمر تهريب الأسلحة، وتعليم الطلبة اليمنيين المبدأ الارهابي، والقنوات الفضائية التي خصصت لاستهداف اليمن، والقوات التي يدربونها، فما الذي يريدونه؟
فكان رد الطرف الايراني “ ما رأيكم بأن نقوم للغداء” .. فقاوموا لتناول وجبة الغداء وبعد عودتهم للقاعة، طلب الطرف الايراني من الوسيط العماني أن يبقى دقيقة مع الطرف اليمني، فقال الإيراني لليمني لا داعي للنقاش، هل تستطيع أن تجلس في هذه الغرفة دون أكسجين؟ فالثورة الإيرانية هي أكسجين الشعوب المستضعفة, وأنهى الاجتماع.
المخلوع لم يتوقع عاصفة الحزم
-المخلوع الآن في أضعف حالاته خاصة أنه محاصر في صنعاء، هل حاول الاتصال بك أو بعلي محسن الأحمر لطلب الاستنجاد أو المفاوضات؟
لا.. لأنه يعلم موقفنا منذ زمن، وهو لم يكن يتوقع على الإطلاق عاصفة الحزم، ولم يكن يتوقع أبدا أن تتدخل أميركا لصالح الشرعية، حتى عندما خرجت من الإقامة الجبرية واتجهت لعدن قاموا بضرب القصر الجمهوري بالطائرات.
ووقتها كنت أتراسل مع الأمير الراحل سعود الفيصل، وجاء سفراء دول مجلس التعاون إلى عدن، وهناك أعلنت عن وصول ستة سفراء إلى عدن ليتضح الموقف الخليجي وقتها، لكن لم يكن يتوقع المخلوع وجود أي تدخل حقيقي من دول الخليج.
ولو لم يكن التدخل العسكري لاستولى الحوثيين على اليمن، وبعد ثلاث أيام نجد الطائرات الإيرانية في الجو، ولكن كانت “عاصفة الحزم” هي مفاجأة للمخلوع والحوثي وإيران.
ووقتها انسحبتُ إلى عُمان، ومررت من خلال سبعة ألوية كلها من الشمال، ولم يلاحظوني، ولم يكونوا يعلمون أين أنا، ولكني ارتكبت خطأ كان يودي بحياتي وهو وأنا في طريقي للمكلا اتصلت بمحافظ حضرموت، وقلت له: نحن في الطريق إليك جهز القصر الجمهوري.
بعد ذلك لقط الانقلابين المكالمة، وأبلغوا الوحدات بأنني في الطريق، فأغلقت بعد ذلك الهواتف واستمرينا في المشي حتى الساعة الواحدة صباحا، وعندما ضيعنا الطريق للقصر، اتصلت بالمحافظ لأطلبه الوصف فقال لا تقتربوا من القصر الجمهوري لأنهم حاوطوه وأخذوا خبر قدومكم.
فبقيت أسير بالسيارة ١٦٠٠ كيلو حتى السابعة صباحا، متجها لعمان، واتصلنا بسفيرنا في واشنطن وهو في الرياض وقلنا له: إننا سنتجه لعمان، بعد ذلك اتصل علينا نائب السفير البريطاني في عمان وقال الرئيس اليمني: وقلت له: نعم، وأنا متجه لعمان، فسألني هل الحكومة العمانية لديها خبر فقلت له لا، أنتم بلغوهم, فاتصل بالعمانيين وقال: هم ينتظرونك على الحدود.
خلافات الحوثي وصالح كبيرة
– تواترت أنباء عن وجود خلاف ما بين الحوثي وصالح حول تقاسم السلطة والاستئثار بها؟
نعم موجودة خلافات كبيرة، ولا يمكن أن يتفقوا، المخلوع ماض معهم الآن بحسب ما وقعوا حتى وقت معين، والخلاف الآن موجود، لأنهم يؤمنوا بحكم ايران، ففي كل وزارة مندوب أعلى يرتبط بالحوثي، لا يمر أي أمر للوزير إلا بعد أن يمر عليه، على نفس نظام إيران، وهذا الأمر لا يعجب كثيرا صالح.
الشرعية من تدير اليمن
– بصراحة.. من يدير اليمن اليوم الرئيس هادي أم مصالح دولية وسياسية؟
من يدير اليمن اليوم اداريا وأمنيا هي الشرعية اليمنية، أما من الناحية العسكرية هي دول التحالف التي نحن جزء منها.
فأنا من طلب تدخل التحالف، بعد أن وصل الحوثي لعدن، كنت قد وقعت أمام أمرين إما أن أطلب تدخل أو أن أسلم اليمن لإيران، ولم يكن أمامي أي خيار آخر، لأن تسليم اليمن لإيران لا يعني نهاية اليمن بل يعني نهاية المنطقة كاملة.
كما أنني رجل عسكري وأفهم الأهداف الإستراتيجية والبعيدة لإيران، ولو تأخر ثلاثة أيام كان الحوثي سيصل إلى حضر موت، لأنه استولى على كافة الأسلحة والمعدات والجيش أصبح معهم.
الانقسام الشمالي الجنوبي مرفوض
فخامة الرئيس.. يقال: إن أحد الحلول المطروحة في اليمن حاليا هو التقسيم (الشمال عن الجنوب) ، هل هذا وارد؟
نعم موجود ولكنه ليس حلا، فمساحة الجنوب اليمني ضعفي الشمال، ولكن السكان ٨٠٪ في الشمال و ٢٠٪ في الجنوب، ومن حيث المساحة الجغرافية فإن ٢٠٪ من الأرض للشمال و٨٠٪ للجنوب.
لذا، هذا الخيار مرفوض وقد ساندتنا الولايات المتحدة الأميركية في ذلك، إذ إنه في سنة 2034 سوف تنفذ المياه في إقليم آزال (الهضبة)، وليس هناك خيار للسكان بعد ذلك إلا التوجه جنوباً.
ولهذا يجب أن يكون الحل توافقي، فقمنا بعد ذلك وقسمناها إلى ستة أقاليم فيدرالية على عدة معطيات وهي ثقافية، ومذهبية وقبلية.
الحوثيون رفضوا تلك الأقاليم إلا بمقابل إعطائهم منفذ على البحر، فالجميع رفض لأن العاصمة لهم، والإقليم الذي فيه البترول سيكون جزءا منه للإقليم والجزء الآخر للعاصمة، والمركز يوصلها بين الاقاليم.
الشماليون يرفضون الفيدرالية
– هل هناك معارضة داخل اليمن للتقسيم الفيدرالي هذا؟
نعم في شمال الشمال أي في صعدة وصنعاء وهم الزيدية، فهم ضد الأقاليم الستة بل يسعون لأن تكون جمهورية واحدة ويتحكمون في مواردها كاملة، وأن تبقى نظام جمهوري وهم المسيطرون، وقد شكلنا لجنة لكتابة الدستور، واجتمعوا وبقوا ستة أشهر تكتب الدستور في الامارات، بعد أن زارت أثيوبيا وألمانيا وبريطانيا ودول أوربية وأفريقية.
وليلة ما جاءت بالدستور لنناقشه وفقا لوثيقة مخرجات الحوار، قام الحوثيون واعتقلوا سكرتير اللجنة، وقاموا بالانقلاب رفضا للدستور.
المجتمع الدولي مبارك مخرجات الحوار
– هل هناك توافق دولي على خطة الأقاليم الستة؟
نعم هناك توافق وتأييد، ومخرجات الحوار مرجعية أساسية أيدها مجلس الأمن ودول الخليج وكان من ضمنها التحول لدولة اتحادية من ستة أقاليم.
إستراتيجية الضغط
– الجيش الوطني على مشارف صنعاء وعلى بعد ٢٥ كيلو، فلماذا تأخرت معركة تحرير صنعاء؟
معركة صنعاء لم تتأخر، ولكن نحن لا نريد إحداث حرب، فالمدن مقبرة الجيوش كما هو معروف بالضرورة مدن، ونحن لا نرغب بأذية ٢ مليون ونص مواطن يمني في صنعاء، فليس أمامنا إلا أن نضغط عليهم ونعزل السواحل، فنحن نتأخر لأسباب إنسانية وحتى نتجنب خسائرها وألا نكرر مأساة تعز التي احدثها الإنقلابيين في صنعاء.
وأؤكد بأن الجيش قادر على الضرب بالمدفعيات وإنهاء الحرب اليمنية من خلال ضرب صنعاء والقصر الجمهوري، ولكن لا نريد أن نكرر ما يعملونه في تعز التي تم تعطيشها وتجويعها أمام مرأى ومسمع من العالم الذي للأسف لم يحرك ساكناً حتى فك الحصار عنها العام الماضي، فخطتنا لاستعادة صنعاء ترتكز على الضغط.
-ولكنها قد تأخذ وقت أطول؟
-الخطة هذه تأخذ وقت أطول ولكنها تجنبنا خسائر بشرية ودمار نسعى لتجنبه كثيرا.
اليمن لن تقبل بالإنقلابيين كشركاء
– بعد هذه الأحداث كلها وبعد ما أحدثه من دمار وفساد المخلوع والحوثي .. هل ترون أنه من الممكن أن يكونوا شركاء في المستقبل السياسي في اليمن؟
لا يمكن ولن يقبل اليمنيين بذلك
– ولكن مخرجات الحوار الوطني التي ترتكزون عليها تتحدث على أن يمثلون سياسيا؟
يمثلون ولكن ليس بشكل كلي، فالمؤتمر الشعبي العام ليس لهم بشكل كلي، بل لهم جزء منه والخاص بالمناطق الزيدية
الحل العسكري
– هل ترون نهاية قريبة للأزمة اليمنية؟
بإذن الله قريب
– عسكريا أم سياسيا؟
عسكريا بهدف الوصول الى حل سياسي.. وقد جاء هذا الحل بعد إفشال الإنقلابيين لكافة المشاورات السياسية السابقة .. وللأسف مبادرة كيري كانت ملتزمة لإيران بأن الحوثي يكون موجود كحزب سياسي ولإيران نفوذ، ولذلك نحن رفضناها لأنها تعد هزيمة سياسية لأنها تنهي المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني وتعيدنا لنقطة الصفر ونسلم أنفسنا لإيران.
ترامب يدعم الشرعية
– كيف ترون تعاون الادارة الأميركية الجديدة في ملف الأزمة اليمينة؟
رائع جدا بالنسبة لنا فهي ترفض أن يكون للحوثي أي نفوذ ومطالب تصنيفها كجماعة إرهابية ورافضة كذلك أي توسع لإيران في الشرق الأوسط، وترامب تعهد بأنه لن يسمح بأي توسع إيراني في الشرق الأوسط.
الجهد الدولي
– ما هو الدور الذي تبذلونه في القمم العربية وجامعة الدول العربية لتوضح موقف الشرعية اليمنية؟
القمم العربية بذاتها حدثا ايجابيا يعزز وحدة الكيان العربي وتواصله وتوحيد أواصره ولحمته وبحث التحديات والمخاطر التي تتربص بها وايجاد المعالجات والسبل لتوحيد الصف لنصرة شعوبه ودولته واستعادة زمام المبادرة لرفع ما من شان الامة في ظل المخاطر المحدقة بمنطقتنا العربية ومواجهة افات التطرف والارهاب التي ارهقت شعوبنا ونالت من مقدراته.
والجامعة العربية موقفها على الدوام ايجابي وداعم لليمن حتى عودة شرعيته وتحقيق امنه واستقراره المنشود لتسهم اليمن بدورها المأمول في بنيان الكيان العربي الواحد.