معالي وزير الخارجية في حوار مع “الجمهور”: دور مصر مشرف في الأزمة اليمنية، والحوثي يحاول عسكرة البحر الأحمر

تحدث معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع محسن الزنداني، حول تفاصيل الحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن، الذي عقد بمقر وزارة الخارجية المصرية، يوم الأربعاء، واكد على الدور المصري المهم في مساندة اليمن في الظروف المختلفة.

وفي حوار خاص مع “الجمهور”، قال معالي الوزير ” إن جماعة الحوثي في اليمن، تسعى حاليا لعسكرة البحر الأحمر، بالاتفاق مع الميليشيات الإرهابية الصومالية لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وأيضا مدى انخراط الحكومة اليمنية في مشاورات الكويت بخصوص اليمن.

وإلى نص الحوار:

عقدتم الدورة الثامنة من الحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن، فماذا كان عنوان هذه الدورة؟ وما أهم مخرجاتها؟

الحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن قائم منذ عام 1998، إلا أن الدورة الأخيرة عقدت عام 2010، ما تسبب فى انقطاع كبير لهذا الحوار على مدار 14 عام، نتيجة تطورات الأوضاع في اليمن، وأيضا قضية العمل المؤسسي بالنسبة لليمن.

انعقاد الحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن في الظروف الراهنة له أهمية خاصة بالنسبة للحكومة اليمنية الشرعية، بفضل علاقاتنا المتميزة والخاصة مع الأشقاء في مصر، ونحن في اليمن نعتبر هذا الحوار محطة مهمة بالنسبة لنا، لأنه يتناول مواقفنا المشتركة، من مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وأيضا الملفات الساخنة في المنطقة، كما كانت فرصة لتبادل القضايا الهامة المتعلقة بالعلاقات الثنائية والمسار السياسي بين البلدين الشقيقين.

جلسات الحوار كانت مثمرة جدا وتم من خلالها التوصل لمجموعة من التفاهمات، وكان هناك تطابقا في وجهات النظر مع الأشقاء في مصر.

كيف ترون العلاقات المصرية اليمنية؟ وهل شهدت هذه العلاقات تطورا مع المجلس الرئاسي اليمني؟

بالتأكيد العلاقات المصرية اليمنية جذورها قوية وتتميز بالرسوخ، ونحن في اليمن لا ننسى دور مصر ومكانتها بالنسبة لليمنيين مصر لها دور مشرف في دعم الشرعية في اليمن إثر انقلاب الميليشيات الحوثية، كما كانت جزء من التحالف الذي تشكل لدعم هذه الشرعية.

منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، كان موقف مصر داعم للحكومة اليمنية في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات، سواء على صعيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو في المحافل الدولية، وأيضا في التجمعات الإقليمية.

هناك أيضا الكثير من مجالات التعاون بين مصر واليمن، وهناك اتفاقيات موقعة بين البلدين في مختلف المجالات، ونحن كحكومة يمنية نأمل من خلال تواجدنا وتحقيق قدر كبير من الاستقرار أن يتم تفعيل الكثير من الملفات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

لا صوت يعلو الآن فوق صوت فلسطين وغزة.. هل ترون أن مفاوضات السلام في اليمن تأثرت بالحرب الإسرائيلية على غزة وانشغال العالم بهذا الحدث؟

الوضع الإقليمي بشكل عام مترابط، ليس فقط بالنسبة للأزمة اليمنية، وما جرى من تصعيد عبر الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر وتهديد أمن وسلامة المنطقة، وتهديد حرية التجارة العالمية، والملاحة الدولية، ومن ثم عسكرة البحر الأحمر، كان له انعكاساته السلبية على الأوضاع في اليمن بشكل عام، سواء على مستوى الحياة المعيشية، أو التعثر في التقدم على التوقيع خارطة الطريق والتي تشكل مقدمة للانخراط في المسار السياسي، والتي تم الاتفاق عليها، بجهود المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان.

كل هذا كان له تأثير أيضا على مصر، بخصوص حركة مرور السفن والتي تأثرت بنسبة حوالي 50% في قناة السويس.

هل ستنخرط الحكومة اليمنية في مشاورات السلام اليمنية في الكويت؟

حتى الآن لم يطرح علينا شئ من هذا القبيل.

هل استطاع الحوثيون صرف انتباه الشعوب العربية والغربية، عن انقلابه على الشرعية اليمنية باستهدافهم السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر؟

حاولوا من خلال استهداف السفن إرسال رسالة للعالم، أنهم موجودون على الأرض، وأصبحوا سلطة أمر واقع، على اعتبار أن العالم سيقبلهم، لكنها في الحقيقة تغطية على معاناة الشعب اليمني خاصة المواطنين القابعين في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، وما يقومون به من أعمال قمع وتنكيل بسكان تلك المناطق، وبالتالي هم لن يستطيعوا اكتساب شرعية إلا من خلال التوصل لحل سياسي بالاتفاق مع كل الشركاء اليمنيين، لذلك لا يمكن للحوثيين فرض أمر اقع على اليمن.

بخصوص ما تم كشفه عبر وسائل الإعلام بوجود تعاون بين الحوثيين في اليمن والقراصنة الصوماليين في البحر الأحمر.. هل تعتقدون أن جماعة الحوثي تريد إحياء ظاهرة القراصنة من جديد بعد هدوئها لعقد من الزمن؟

بالفعل هناك تعاون بين جماعة الحوثي والشباب في الصومال، وهذه العلاقة نستطيع أن نصفها بـ”تنسيق الإرهاب المشترك”، لأن هذه الجماعة في الصومال توجهاتها إرهابية بشكل عام، ما يمثل تهديدا كبيرا على أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر، وستنعكس آثارها السلبية على الجميع.

في تقديركم.. هل مازال المجتمع الدولي منخرطا في حل الأزمة اليمنية، أم أنه انشغل أكثر بالحرب الإسرائيلية على غزة، والأحداث العالمية لاسيما الحرب الروسية الأوكرانية؟

لازال الاهتمام الدولي في حل الأزمة اليمنية قائما، وهناك جهود تبذل من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن، وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية ومبعوثها الخاص لليمن، وأيضا الجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ولم تتوفق هذه الجهود على الإطلاق، ولكن ما أدى إلى تحريك الأمور بشكل سريع هو تهديد الملاحة في البحر الأحمر.

هل تعتقدون أن هناك مقاربة بين ما يواجهه الشعب الفلسطيني وما يتعر ض له الشعب اليمني على يد جماعة الحوثي؟

فكر الحوثيين يقوم على الأيديولوجية العقائدية، وهي تنظر للسلطة على أساس ديني، وهذا يشكل خطر كبير جدا على اليمنيين أنفسهم، اللذين يعانون من أعمال القمع والتنكيل التي تقوم بها الميليشيات الحوثية، فلا يمر يوم بدون اختطافات واعدامات، وسجن للمواطنين اليمنيين الأبرياء، وبالتالي محاولة ادعاء الميليشيات الانقلابية بنصرتها للشعب الفلسطيني بأعمال تصعيد في البحر الأحمر، مكشوفة للجميع، فلن يصدق أحدا أن من يقمع ويقتل أبناء بلده سينتصر لأشقائه الفلسطينيين.

بخصوص الضربات الأمريكية البريطانية الأخيرة على بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.. هل من الممكن أن تتحول اليمن لساحة تصفية حسابات بين أمريكا وقوى إقليمية؟

ربما يكون هذا، لكن هذه الضربات الأمريكية البريطانية قد يكون لها مفعول معين، لكنها غير مؤثرة على قدرات وإمكانيات الحوثيين، خاصة أن المناطق التي يتحصن فيها الحوثيون هي مناطق جبلية.

هل سيكون هناك تبادل جديد للأسرى بين الجانبين بعد التبادل الأخير في شهر مايو السابق؟

من الممكن أن يكون هناك اجتماع في القريب للجنة المتعلقة بالأسرى والمختطفين بدى الحوثيين، وقد يكون نهاية شهر يونيو الجاري، في سلطنة عمان، ونحن نطالب بتحرير كل الأسرى والمختطفين من كلا الجانبين، وهذا مرهون بمدى جدية جماعة الحوثي، في إنهاء هذا الملف الإنساني.

انتهى ،،،