قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية عبدالملك المخلافي أن ميليشيا الحوثي وصالح أرادوا بإنقلابهم على الشرعية الدستورية والدولة تعميم ثالوث الفقر والجهل والمرض من جديد على كامل اليمن كما فعلوا في المناطق التي لا زالت تحت سيطرتهم.
وأضاف في كلمته التي القاها في إجتماع وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة لدول التحالف لدعم الشرعية في اليمن الذي عقد اليوم في العاصمة السعودية الرياض، أن مشروعهم الطائفي المسير ايرانياً غير قابل للحياة بدون ذلك الثالوث البغيض .. مشيرا إلى ان الميليشيات خلفت بانقلابها الفقر بالاستيلاء على موارد الدولة وتسخيرها لصالحهم وصالح حربهم والجهل بتحويلهم المدارس الى متاريس واستبدالهم المنهج التعليمي بمنهج طائفي الى جانب نشر الأوبئة بسبب تعمدهم تدمير النظام الصحي.
وأكد الوزير المخلافي على أهمية تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية بطلب من القيادة الشرعية لإنقاذ اليمن من مخططات الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح وعدوانهم على الشعب اليمني أنطلاقاً من مبدأ أن صيانة امن المنطقة القومي والحفاظ عليه .. لافتا إلى أن تدخل التحالف العربي في 23 مارس 2015 لم يكن الهدف منه شن الحرب ولكن لوقف عدوان الميليشيات وإعادة السلام الى اليمن.
وأشار الى ان أولى نتائج عمليات التحالف تجسدت بوقف انهيار الدولة اليمنية وصولاً الى استعادة 80% من الأراضي اليمنية بفضل الله ثم بفضل التضحيات التي قدمها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتضحيات الجنود والضباط البواسل لدول التحالف العربي الذين سالت دماءهم في جبال ووديان وصحراء اليمن واختلطت بدماء اشقاءهم اليمنيين ليبقى اليمن حصناً عربياً منيعاً ويبقى أهله أحراراً أُباةً أعزاء.
وجدد الوزير المخلافي في كلمته التأكيد على ان الحكومة الشرعية للسلام كانت ولازالت تمد يدها للسلام وانها على استعداد للبدء في إجراءات بناء الثقة متى ما كان الطرف الآخر مستعدا للسلام.. مشيرا الى ما قدمته من تنازلات خلال جولات المشاورات الماضية رغبة في السلام وقبلت التفاوض مع مليشيا انقلابية متمردة تنقض العهود وترفض العمل السياسي وتنفذ الاجندة الإيرانية وتسعى الى تدمير الدولة الوطنية العربية واستبدال الدول بالطوائف والجيوش بالمليشيا .
وأضاف ان الحكومة تجاوبت ولا زالت تتجاوب مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن ومع ما قدمه من مقترحات للحل في اليمن، وقبلت بحلول مجزئة برغم إيمانها بالحل الشامل في حين استمر الانقلابيون في سياستهم للمماطلة واطالة أمد الحرب والاعتماد على عامل الوقت لتحويل الانقلاب الى أمر واقع”.
ودعا الوزير المخلافي المجتمع الدولي الى الاعلان وبصراحة عن الطرف المعرقل لعملية السلام ويتخذ اجراء موحد وصارم ضده وان يتنبه الى أن الانقلابيين يسعون بشكل دؤوب لتحويل أزمة اليمن من قضية سياسية وحقوقية عادلة للشعب اليمني لاستعادة دولته والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه الى أزمة إنسانية وذلك لتحقيق مآرب سياسية وحشد الراي العام العالمي ضد التحالف العربي لدعم الشرعية تحت عنوان وقف الحرب لتثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع .
وأكد المخلافي ان الانقلابيون لن يجنحوا للسلام الا إذ منعت اليد التي تحركهم عن إشعال نار الحرب التي أشعلتها وتشغلها بالدعم بالسلاح .. لافتا الى ان هذا الامر يتطلب وقفه جادة ومسئولة من المجتمع الدولي لوضع إيران امام خيارين إما أن تأمر وكلائها بوقف الحرب والذهاب لمفاوضات سلام جادة وحقيقية أو ان تواجه المجتمع الدولي من خلال ممارسة ضغوط حقيقية وفعاله لوقف تدخلها بالشأن اليمني.
وقال :”على الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح أن يدركوا بأن اليمن العربية بل مهد العروبة لن تصبح يوما جزءً من المشروع الإيراني وانما هي جزاء من امتها ومصالح ومستقبل الأمة العربية وسينكسر هذا المشروع في اليمن ليس فقط بسبب هزائمهم وانكساراتهم المتتالية في مختلف الجبهات، ولكن ايضاً بسبب رفض الشعب اليمني وكل الشعوب والحكومات في العالم للإنقلابات والاستيلاء على السلطة بالقوة وفرض أفكار طائفية متطرفة، ولأن الباطل لا يمكن أن ينتصر على الحق، و قوة الحق ستنتصر حتماً على على ما يتصورون انه حق القوة”.
واضاف”إن المخطط الإيراني يعتبر إسقاط الحكومة الشرعية في اليمن واستبدالها بحكم طائفي يدور في فلك طهران هدفاً مرحلياً في إطار استراتيجية شامله لمشروع خبيث يستهدف إخضاع المنطقة العربية برمتها للنفوذ الايراني” .. مستطرداٌ بقوله “إلا أن الرياح التي صاحبت عاصفة الحزم كانت كفيلة باحراق الأوراق الإيرانية فلجأت الى تكييف أهدافها مع الواقع وما تعتقد أنه ممكن فلجأت الى تحويل محافظة صعدة الى قاعدة لزعزعة امن المنطقة فمدت المليشيات بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار لضرب المملكة العربية السعودية الشقيقة وزعزعة أمنها واستقرارها واستنزاف مواردها ومقدراتها”.
وأوضح أن هزيمة المشروع الإيراني في اليمن يتطلب دعم جهود الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام الى اليمن كمسار وحيد لتحقيق السلام في اليمن ورفض أي مسارات بديلة او موازية والحفاظ على الموقف الدولي موحدا في دعم الحكومة الشرعية والالتزام بالمسار الأممي للحل في اليمن الى جانب التمسك بالمرجعيات الثلاث الممثلة بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصِّلة وخاصة القرار 2216 في أي تسوية سلمية والتي أصبحت جزء من الاليات التي اتبعتها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وشدد الوزير المخلافي على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه ومنع مليشيا الانقلاب من الوصول الى الضفة الشرقية لباب المندب وتحرير الساحل الغربي بشكل كامل واستعادة جميع الموانئ على البحر الأحمر وكذا تحرير ما تبقى من محافظة تعز والاستفادة من الطاقات التي تختزنها هذه المحافظة لتحرير ما تبقى من الأرض اليمنية.
ونوه المخلافي بضرورة إحراز تقدم نوعي في الملف الإنساني بالشراكة مع المنظمات والهيئات الدولية العاملة في المجال الانساني وعدم السماح بالانجرار وراء الانقلابيين في تحويل المعاناة الإنسانية الى ورقة سياسية.
ودعا المواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية من قبائل وأحزاب ومثقفين وإعلاميين ونشطاء حقوقيين وفعاليات مدنية وسياسية، الى تصعيد نضالهم بكل الوسائل الممكنة لتخليص اليمن من شرور الانقلابيين وتطبيع الحياة العامة .
كما وجه الوزير المخلافي الدعوة الى المغرر بهم في الوحدات التابعة لصالح لرفض القتال الى جانب الانقلابين والعودة للمسار الوطني الصحيح والالتزام بتوجيهات القيادة العسكرية الشرعية التزاما بالقسم العسكري.
واختتم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية كلمته بالشكر لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على ما قدموه من دعم ومساندة وتضحيات لدعم الشرعية والوقوف الى جانب الشعب اليمني في محنته.