السيدات صاحبات السعادة.. الزميلات الفضليات.. العزيزات جميعاً.. عمتن بالخير صباحاً..
في هذا المقام البهيج أجدها فرصة طيبة لتجديد الاعتزاز ببنات اليمن، ونحن نعيش مع أجواء الاحتفاء بهذا اليوم وما يرمز إليه من قيم التحرر والكرامة الإنسانية يطيب لي المقام لأتقدم بالشكر وتثمين الجهود للمرأة اليمنية العاملة في المجال الدبلوماسي، ليس بعيدكن فقط بل بدوركن البنّاء والريادي في صنع السياسة الخارجية لبلادنا، ويذكرنا هذا اليوم بالنضال الأسمى لمن سبقنكن في تحقيق المكاسب المؤسساتية، ووصولاً إلى منجزاتكن والتضحيات محل تقدير، وإنجازكن المتميز على المستويين الوطني والدولي.
وفي خضم البهجة، نستذكر بأن هذه المناسبة تأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها بلادنا جراء الحرب التي فرضتها المليشيات الانقلابية ، وما يبعث على الفخر هنا والتقدير ” المستحق ” لنساء اليمن اللواتي ساهمن في كل المعارك المصيرية الراهنة، هو اضطلاعهن بأدوار بارزة وخطوات نضالية وكفاحية من أجل استعادة الدولة من براثن المشروع الانقلابي الحوثي، ففي سنوات الحرب كانت المرأة اليمنية في مقدمة الصفوف للدفاع عن مكتسبات الدولة المدنية بشواهد وأمثلة ستسجلها الذاكرة الوطنية، ولا ننسى اليوم أن نوجه التحية للنساء الصامدات سواء في أقبية السجون الحوثية أو في دفاعهن عن أطفالهن خشية تجنيدهم، أو كفاحهن لتأمين لقمة العيش في مخيمات النزوح القسري.
إن عام 2022 يعد عاماً مميزاً بالنسبة لنساء بلادنا بالنظر إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لإنفاذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 المعني بالمرأة والأمن والسلام، ففي جوهر دبلوماسيتنا النسائية ذات التصميم عززنا إلى حد كبير مناصرتنا لحقوق المرأة وحمل تلك الأولوية إلى جميع المحافل الدولية، ذلك أن قيادتنا السياسية الرشيدة تحمل مشروعاً نهضوياً جديداً يحمل قيم الحداثة والمساواة بين النساء والرجال في الحقوق والواجبات، وهو حدث محوري في تاريخ اليمن المعاصر وثورة حقيقية على أشكال النكوص الرامية إلى تحجيم دور المرأة الفاعل في صناعة مستقبل اليمن.
وبالرغم من ذلك؛ لابد أن ندرك بأن الطريق لا يزال مفتوحاً أمامنا من أجل تجسيد تلك الحقوق على أرض الواقع ومساعدة المرأة على الإنتاج وتخطي الحواجز وإحداث التغيير الإيجابي، فبلادنا اليوم بصدد بعث حراك حقيقي لاستدراك الوقت واستكمال الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة، وحملنا أمانة تحقيق تطلعاتها التي كانت حاضرة في صميم هذا المسعى الوطني بما يتناسب مع الثوابت الوطنية والتزاماتنا الدولية.
أتطلع دائما إلى اليوم الذي نستعيد فيه قصة نجاح المرأة اليمنية التي حكمت بلادنا قديماً لتكون قصة إلهاماً يتجدد بها نجاحها كل يوم، ولنسرع بكن الخطى.. ونثبت أقدامكن للسير نحو التمكين وكل عام وأنتن في خير وسعادة غامرة.
د. أحمــد عـــوض بـن مـــــبـارك
وزير الخارجية وشئون المغتربين