التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي اليوم في العاصمة نيودلهي مع سفراء الدول العربية المعتمدين لدى الهند.
واستعرض الوزير الأوضاع التي تعيشها اليمن حاليا جراء الحرب التي أشعلها الانقلابيون حيث أوضح العوامل والاسباب التي ادت الى قيام ثورة الشباب الشعبية السلمية في فبراير 2011م.
وقال ” كانت الاوضاع في اليمن قد وصلت الى مرحلة صعبة على كل المستويات وخاصة المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وكانت كل المؤشرات تنذر بكارثة , فالتقارير التي كانت تصدر عن المنظمات الدولية المتخصصة والشفافية الدولية تؤكد ان اليمن على وشك الانهيار وان المسالة وقت فقط لاعلانها دولة فاشلة “.
وأضاف المخلافي ” الحراك السياسي اصبح في حالة من الغليان , والاقصاء الذي مورس على الجنوب منذ حرب 1994 أدى الى ظهور الحراك وخروج اول ثورة سلمية عام 2007م للمطالبة بإصلاح مسار الوحدة , وكما ولد نظام صالح مشكلة صعدة وأن صعدة وحروبها الستة قبل ان يتحالف الحوثين وصالح الذي حاربهم ضد بقية اليمنيين وفوق كل هذه الظروف التي تمر بها البلد كان هناك مشروع خاص بصالح وعائلته وهو مشروع التوريث للاستئثار بالسلطة في يد عائلة واحدة “.
وأشار الى أن الفساد كان قد استشرى في كل مفاصل الدولة , والبطالة كانت في اعلى معدلاتها العالمية خاصة بين الشباب , والفقر اصبح في معدلات وصلت الى معايير استثنائية بالمقاييس الدولية اذ كان اكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.
واعتبر ان ثورة الشباب لم تكن ترفا بل كانت حاجة ضرورية لإنقاذ الشعب اليمني الذي خرج الى الساحات في كل المدن وقد اعتبرها الكثير من المراقبين ثورة متميزة ومثالية بين قريناتها من ثورات الربيع العربي , لما اتسمت به من سلمية رغم وحشية النظام في مواجهتها ورغم انتشار السلاح في البلاد , كما كانت الابرز من حيث مشاركة المراءة وكل فئات المجتمع ومع ذلك لم تدعو الثورة لإقصاء احد بما في ذلك حزب المؤتمر وقبلت تسوية يشارك فيها الجميع من اجل بناء يمن جديد.
وقال وزير الخارجية ” جاءت المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية , والتي اعقبها انتخابات ديمقراطية تم فيها انتخاب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن لتشكل نموذج راهن عليها العالم حيث دخلت كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكافة مكونات الشعب في حوار وطني شامل نتج عنه مصفوفة متكاملة اتفق على اسسها الجميع بمن فيهم صالح والحوثي , على دستور جديد يؤسس لدولة يمنية اتحادية حديثة تقوم على اساس اعادة توزيع السلطة والثروة والحكم الرشيد والعدالة والمواطنة المتساوية وحقوق الانسان”.
وأضاف ” وكان يمكن ان تستكمل العملية السياسية في اطارها السلمي .. لكن شاء صالح والحوثي ان يحرفا العملية عن مسارها فكان الانقلاب على سلطة الدولة ومؤسساتها الدستورية والشرعية سبتمبر 2014 وتم شن حرب شاملة على الوطن وتم تهديد السعودية واعلنت ايران سيطرتها على العاصمة العربية الرابعة وقام الحوثيون بدعم صالح باجتياح المحافظات والمدن من صعدة حتى عدن .. وهنا كان يجب ان تتصدى الدولة والقيادة والشعب لهذا الانقلاب حماية للشعب والوطن وفِي هذا الإطار كان دعم الاشقاء و انطلاق عاصفة الحزم وتشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية “.
ولفت الى أن الحرب فرضت على الشعب اليمني وقيادته الشرعية , ولم تكن خيار الحكومة وانما اضطرت لها دفاعا عن الشعب اليمني من جرائم المليشيا وسيبقى السلام هو خيار الحكومة الدائم ولذلك شاركت في كل مفاوضات السلام ووافقت على المقترحات المقدمة من الامم المتحدة وآخرها موافقتها على مقترحات المبعوث الاممي بشان الحديدة والية توريد الموارد وصرف المرتبات بينما الانقلابيون رفضوا كل المقترحات .
واستعرض نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية كل ما قدمته الحكومة في سبيل السلام بداء بجنييف 1 وبييل والكويت وحتى الان وان الوضع الان وبعد ان كانت المليشيا تسيطر على معظم المحافظات فان الشرعية أصبحت تسيطر على ما يزيد عن 80 في المائة من الاراضي اليمنية والعمل جار على تطبيع الحياة في المناطق المحررة رغم الدمار الكبير الذي الحقه الانقلابيون.
كما اكد ان الحكومة اليمنية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية ومن موقع المسؤولية التاريخية تجاه الشعب والوطن ومن موقع القوة والغلبة تمد يدها من اجل السلام وانهاء الحرب التي اشعلها الانقلابيون صالح والحوثي , ومن اجل انهاء المعاناة التي عاشها ومازال يعيشها الشعب اليمني وخاصة في تلك المناطق التي مازالت تحت سيطرة قوى الانقلاب , وفق المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 2216.
وأشار الى نتائج لقائه مع وزيرة الخارجية الهندية سومشا سوراج ووزيري الدولة والنتائج التي تحققت مثنيا على الموقف الهندي الداعم للشرعية والحريص على العلاقة الثنائية التاريخية بين البلدين والشعبين .
حضر اللقاء سفير اليمن لدى الهند عبدالملك اﻻرياني والقنصل العام في مومباي فواد مهيوب ومسئول العلاقات الثنائية والمنظمات علاء عفارة و مسئول ملف اسيا بمكتب الوزير ريدان خلب.