اعرب وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد عوض بن مبارك عن مباركة اليمن لدعوة مصر للفصائل الفلسطينية، من أجل بدء حوار وطني شامل، من أجل توقيع ميثاق شرف بشأن الانتخابات الفلسطينية، ولما من شأنه نجاح الانتخابات العامة القادمة، كخطوة مهمة على طريق توحيد الصف الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة الوزير خلال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقدة اليوم في القاهرة، والمكرسة للتباحث حول القضايا ذات الأهمية لمصالح الامن العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطوراتها.
وفيما يلي نص الكلمة:
في البدء أتوجه بالشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقتين على هذه المبادرة المشتركة في الدعوة لدورة غير عادية لمجلس جامعة الدول على المستوى الوزاري، من أجل التباحث في مختلف القضايا ذات الأهمية لمصالح الامن العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطوراتها!
اننا نجتمع اليوم والتحديات والتطورات من حولنا تتسارع وتزداد حدتها، وتتكثف الغيوم والعواقب والمخاطر المهددة لأمننا القومي كما لم يسبق من قبل، بحيث يأتي تداعينا لعقد اجتماع كهذا أمرًا مهما وضروريا ليس من ناحية توقيته فحسب، ولكن كذلك كونه يعبر عن عمق ادراكنا جميعا لضرورة تكثيف وتنسيق المساعي والجهود العربية المشتركة الرامية الى تنقية الأجواء الأخوية العربية، وبذل كل ما في وسعنا لرأب الصدع الناجم عن أية اختلافات في الرؤى والمواقف، وبما يمكننا من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
اننا نجتمع اليوم لكي نبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي تؤكد على الثوابت العربية التي تم التوافق عليها والتمسك بها، مهما كانت درجة تعقيد التحديات والظروف وصعوبتها.
وكما كان الامر دوما، فان القضية الفلسطينية ستبقى محل إجماعٍ عربي، وأن احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، هو هدف جامع تعمل من أجله كافة الدول العربية، وستظل القضية الفلسطينية الرابطة الوثقى التي تربطنا وتجمعنا جميعنا ببعض، مهما كانت الخلافات، باعتبارها التجسيد الأسمى لإرادة شعوبنا العربية وكفاحها وتضحياتها من أجل تحقيق السلام الحقيقي والاستقرار والامن والتنمية.
ان رسالتنا للعالم من جديد وباستمرار، تتمثل في ان الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية هو المدخل الوحيد لتحقيق السلام الحقيقي في عموم المنطقة. وإن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لن يتحقق إلا بالالتزام الكامل بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبالمرجعيات التي لطالما أقرها المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ووفقا لمبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت في عام 2002، والتي أكدت على أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية، يتحقق في ظل الشرعية الدولية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة في حدود 4 يونيو 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
أصحاب المعالي والسعادة:
لا يفوتني ان اعبر في هذه المناسبة عن مباركة الجمهورية اليمنية لدعوة الاشقاء في جمهورية مصر العربية للفصائل الفلسطينية، من أجل بدء حوار وطني شامل، من أجل توقيع ميثاق شرف بشأن الانتخابات الفلسطينية. ولما من شأنه نجاح الانتخابات العامة القادمة، كخطوة مهمة على طريق توحيد الصف الفلسطيني.
أصحاب المعالي والسعادة:
إن من أخطر ما يهدد مصالح الأمن العربي هو التدخلات التي تقوم بها قوى إقليمية لا تنتمي لنسيجنا العربي، فتهدد بذلك تماسكنا وقوتنا وتستمر في محاولاتها الخبيثة لاستهداف مصالحنا وأمننا العربي المشترك.
وفي هذا السياق يبدو جليا التهديد الذي يمثله النظام الإيراني والدمار الكبير الذي تسبب به في المنطقة كلها. حيث سخر هذا النظام ثروات الشعب الإيراني من اجل تسليح وتمويل المليشيات في بعض الدول العربية، في تدخل سافر في شؤونها الداخلية. واستمر التدخل الإيراني كعنصر تأجيج وتوتر إقليمي ودولي واتسعت دائرته ليشمل تهديد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة في الممرات المائية بالمنطقة.
وفي بلادي اليمن، واصلت إيران دعم وتشجيع المليشيات الحوثية التي تأتمر بأمرها على ممارسة الاعمال الإرهابية والاجرامية وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، وتدميرها للدولة ومؤسساتها وللنسيج الاجتماعي. بل أنها تمادت في عدوانها لتستهدف وعبر التكنولوجيا الإيرانية وبالصواريخ المسيرة المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
ولا يخفاكم الهجوم الإرهابي الذي قامت به هذه المليشيات مؤخراً باستهداف رئيس وأعضاء حكومة الكفاءات السياسية اثناء وصولهم مطار عدن الدولي، والذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، لقد حاولت هذه المليشيات الإرهابية من خلال هذا الهجوم الإجرامي أن تفشل اتفاق الرياض وتنسف آمال وتطلعات أبناء شعبنا في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن فالتصعيد العسكري الخطير والاخير على محافظة مأرب الا مؤشر على كيفية تعاطيها مع كافة الدعوات الدولية لانهاء الحرب
اصحاب المعالي والسعادة
، وما زالت الحكومة اليمنية رغم كل ما حدث تؤكد على التزامها بعملية السلام وبدعم الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق سلام شامل ومستدام في اليمن بناء على المرجعيات الثلاث.
• المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
• مخرجات الحوار الوطني
• القرارت الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار2216
ويطيب لي في هذا المقام أن أجدد شكر الجمهورية اليمنية لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على وقفتهم الصادقة والاخوية معنا وعلى ما يبذلونه من جهود للدفاع عن اليمن ودعم الحكومة اليمنية في مواجهة الانقلاب وإنهاء المشروع الإيراني في اليمن واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
أصحاب المعالي والسعادة
في ختام كلمتي اجدد التأكيد على دعم اليمن الكامل والثابت للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الشرعية والتاريخية التي كفلتها له معطيات التاريخ والتشريعات والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية. كما اعبر عن تأييد اليمن للموقف العربي الموحد الذي سوف ينتج عن هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب. ونجدد الدعوة الى اهمية تكثيف العمل العربي المشترك في ظل الظروف والمستجدات والاستحقاقات الدولية الراهنة والمستقبلية، وتكثيف وتنسيق جهود الدول العربية وجامعة الدول العربية لمواجهة التحديات التي تمس بالأمن القومي العربي والسيادة العربية.